13 سبتمبر 2025
تسجيليشكل مهرجان المحامل التقليدية في دورته الخامسة والتي انطلقت يوم الأربعاء الماضي بافتتاحها من قبل صاحب السمو الأمير والوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني حفظه الله ورعاه خطوة لكي يتعرف الجيل الجديد على تراثنا البحري بما يحمله من مفردات تراثية غنية ومن هنا فإن انطلاق المهرجان في مثل هذا التوقيت من كل عام ومدى التطور الذي يحدث فيه بزيادة عدد السفن أو الجهات أو الأشخاص أو غيرها من الأمور التطويرية التي تقوم بها مؤسسة الحي الثقافي كتارا بشكل سنوي ليؤكد مدى اهتمام دولة قطر بالتراث والمحافظة عليه ومن ثم تقديمه لأبناء هذا الجيل عبر مهرجان بهذا الحجم والمستوى ومن خلال تواجدي طوال أيام المهرجان كنت استرق السمع لما ينقله الآباء أو الأمهات للأبناء وكيف يشرحون لهم عن السفن أو الغوص أو المحار أو اللؤلؤ أو غيرها من محتويات المعارض التي هناك وأجد هناك شغفا عند الأبناء بالتعرف على هذه الأمور فأجد الأسئلة التي تطرح من قبلهم على من معهم في الجولة ولو استمعت إلى معلومة خاطئة أحاول التدخل للتصحيح، من هنا تكمن أهمية مثل هذه المهرجانات التي تقام ولعل تلك الرحلة التي قامت بها المؤسسة للهند هي تعيد ذلك التاريخ القديم لرحلات الأجداد بالسفن الشرعية التقليدية وكيف أنهم وصلوا إلى أقاصي الدول، إنها مقدرة بشرية نتعلم منها الصبر على الشدايد ومن يشاهد تلك الأنواع من السفن التقليدية الراسية على فرضة كتارا سوف يعلم مدى مقدرة الإنسان القطري والخليجي على الإبداع والتفنن في صناعة السفن التقليدية والكيفية التي تم عملها فكل نوع من الأنواع يختلف عن الآخر وإن كان من نفس النوع مثلا البوم أو السمبوك أو البغلة أو غيرها من أنواع السفن التي تشتهر بها دول الخليج. فمن يزور المعرض المفتوح سوف يرى هذه النماذج من السفن وكيف تفنن الكلاف الخليجي في وشارها وهو لم يتعلم الهندسة في أي جامعة أجنبية، لكنه يخطط السفينة بقلم رصاص بتلك النسبة والتناسب التي تجعل منها تحفة فنية ولوحة جميلة، الجميل أن زوار المهرجان من جميع الأجناس القطرية والخليجية والعربية والأجنبية.فشكرا كتارا لتوثيق تراثنا البحري بتقديم هذه الأنواع من السفن والفعاليات التي تقام على هامش المهرجان والتي تؤرخ لحقبة زمنية عاشتها قطر وهي فترة الغوص على اللؤلؤ وقبل ظهور النفط، والتحولات التي حدثت.