19 سبتمبر 2025

تسجيل

بين نهجي المقاومة والمفاوضات

22 نوفمبر 2012

المقاومة الباسلة للفصائل الفلسطينية ولشعبنا في مواجهة العدوان الصهيوني هي الأسلوب الوحيد للرد على كل المحتلين. وعلى رأسهم إسرائيل. بكل ما فيها من عربدة وعنجهية وغطرسة فاقت شبيهاتها لدى المحتلين الآخرين. وبخاصة أن عدونا اقتلاعي. استيطاني. عنصري، سرق أرضنا واقتلع شعبنا وقام بتهجير معظمه بعد مجازر ومذابح كثيرة اقترفها وما يزال بحق أهلنا وأمتنا. لولا أن مقاومة الغاصبين مشروعة للشعوب المحتلة والمغتصبة إرادتها. لما وافقت عليها الأمم المتحدة في قرارات واضحة وخصت بالذات الحق في استخدام الكفاح المسلح من بين أشكالها ووسائلها.المقاومة هي لغة التخاطب مع الغاصب والمحتل.المقاومة هي نبراس الشعوب المحتلة من أجل نيلها لحقوقها الوطنية ولحريتها واستقلالها. إذا كانت المقاومة تصلح لكل زمان ومكان في مواجهة المحتلين. فإنها الأجدر في مقاومة الكيان الصهيوني بكل ما لديه من الاستعلائية العنصرية والاعتماد على فرض وقائعه بقوة السلاح.لقد اعتادت إسرائيل على نقل معاركها إلى أراضي الآخرين، وظل ساكنوها بمنأى عن أي تهديد. للمرة الثانية على التوالي يجري تهديد القلب منها. المرة الأولى كانت في عام 2006 على أيدي المقاومة الوطنية اللبنانية. والمرة الثانية هي ما نراه الآن. في المرة الأولى غادر الإسرائيليون شمال فلسطين المحتلة وهاجروا إلى الجنوب.هذه المرة الهجرة تتم من الجنوب والوسط إلى الشمال. تل أبيب والقدس الغربية طالتهما صواريخ المقاومة الفلسطينية. في المرتين:رفضت إسرائيل في البداية وقف عملياتها العسكرية ضد المقاومتين اللبنانية والفلسطينية. ولما اشتد سقوط الصواريخ على أهداف كثيرة في إسرائيل وبخاصة في المدن، صارت تبحث عن وقف لإطلاق النار، نعم هي التي تطلب وقف القتال حتى لا يفتضح قادتها أمام الشارع الإسرائيلي. بالتالي فالاستنتاج الوحيد من كلا المرتين هو تعزيز الحقيقة:أن إسرائيل تحديداً مثل كل محتل لا تستجيب إلا للغة القوة والمقاومة. هذه الوسيلة هي التي تجبر إسرائيل على الاعتراف بالحقوق الوطنية الفلسطينية. والأخرى العربية. هذا ما أثبتته كل تجارب حركات التحرر الوطني في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية.المحتل الصهيوني بالطبع ليس استثناءً من بين كل الغاصبين. ما ينطبق عليهم يسري عليه. صحيح:أن إسرائيل لديها أسلحة متقدمة وكيماوية ونووية. وموازين القوى العسكرية تميل في صالحها على الدوام، ولا يمكن المقارنة بين ما تمتلكه من أسلحة نوعية متقدمة ومتطورة وما تمتلكه حركات المقاومة، لكن وفق قوانين حرب التحرير الشعبية: يمكن تحييد هذه الأسلحة، ويمكن التأثير على إسرائيل بواسطة الصواريخ التي لم تنفع القبة الحديدية في صدها. وقد كلفتها مئات الملايين من الدولارات. لو اعتمدت حركات التحرر الوطني على موازين القوى. لما جرى تحرير البلدان المستعمرَة. ولو انطلقت جبهة التحرير الفيتنامية من موازين قوى تطالب بمضاهاة ما يمتلكه الثوار من أسلحة مع الأسلحة الأمريكية. لما تحررت فيتنام الجنوبية، فلا يمكن لموازين القوى أن تتساوى بين الجانبين.نفس القانون ينطبق على المقاومة وعلى إسرائيل. إسرائيل لا تتحمل معركة طويلة الأمد، وهذه نقطة ضعف كبيرة لديها، بالتالي يتوجب على المقاومة أن تطيل أمد المعركة مهما استطاعت. إسرائيل لا تحتمل خسارة البشر سواء أكانوا جنوداً أم مدنيين، بالتالي على المقاومة دوما استغلال نقطة الضعف الثانية هذه، وجعل كل عدوان على الأرض الفلسطينية مشروعاً خاسراً ومكلفاً بالمعنيين البشري والاقتصادي. مثلما قلنا:إسرائيل لا تحتمل نقل المعركة أو آثارها إلى الداخل الإسرائيلي. نتيجة لصواريخ المقاومة الفلسطينية: دوت صفارات الإنذار في فضاءات المدن الإسرائيلية،وهرع ساكنوها وسط حالة من الذعر الشديد(مثلما رصدته فضائيات كثيرة) إلى الملاجئ، حتى أن نتنياهو وأركان حكومته الائتلافية وكبار القادة العسكريين والأمنيين اضطروا للنزول إلى الملاجئ.في ظل هذه الحالة من المقاومة. لم تجرؤ إسرائيل على الحرب البرية حتى لو جندت مئات الآلاف من الاحتياطي لديها...لأنها تدرك الخسارة التي سوف تتكبدها .في الحالة الفلسطينية: فإن من أفدح الأخطار. التي تُلحق بالقضية الفلسطينية أشد أنواع الأذى. إعلان رئيس السلطة وقادتها عموماً: بأن الخيار الفلسطيني الوحيد يتمثل في المفاوضات والمفاوضات فقط،خاصة أن تجربتي اتفاقية أوسلو وعشرين عاماً من التفاوض مع إسرائيل. لم تُلحق بالمشروع الفلسطيني سوى الويلات والكوارث والتنازل عن الثوابت. ومصادرة الأرض. والمذابح. والاغتيالات. والاعتقالات. والتنكر للحقوق الوطنية الفلسطينية كلها دون استثناء، ولم تزد إسرائيل إلا غطرسة وعنجهية وعربدة. والمزيد من اقتراف العدوان. صحيح أن ثمن العدوان الصهيوني يدفعه شعبنا من دماء أبنائه وبناته وشيوخه وأطفاله، لكن هذا الثمن كان يدفعه شعبنا أضعافاً مضاعفة قبل انطلاق المقاومة والثورة الفلسطينية المعاصرة، بمعنى أن الضحايا من الفلسطينيين تقدم ثمن العدوان دون مقاومة أيضاً، فبالتالي:فإن مقاومة هذا العدوان تصبح أمراً مشروعاً. ووصول المقاومة إلى مستوى متقدم يتم فيه ردع العدو يجبر هذا العدو على التفكير مراراً قبل إطلاق أية رصاصة على الفلسطينيين.هذه القاعدة استعملتها إيران والمقاومة الوطنية اللبنانية. وبالفعل تتنكر إسرائيل مراراً وتفكر كثيرا قبل ممارستها للعدوان على الطرفين.وما دامت المقاومة الفلسطينية وصلت إلى هذا المستوى من الردع فستقف إسرائيل مراراً قبل ارتكابها للعدوان على الفلسطينيين.أما بالنسبة للوصول إلى إنجاز الحقوق الوطنية الفلسطينية فيستوجب أن تكون مقاومة العدو،حالة دائمة دون هدنة لا طويلة ولا قصيرة المدى.كل التحية لأبطال شعبنا في قطاع غزة ومقاومتنا الباسلة التي أذاقت وتذيق المعتدين الصهيونيين الثمن المر لاقتراف عدوانهم.