31 أكتوبر 2025

تسجيل

شهداء بين صمت قادة.. وعبث عدو!

22 أكتوبر 2023

* اندلعت الحرب والمواجهات بين المظلومين وسكان الأرض المحتلة، وأهل غزة المحاصرة والمحتلة والمظلومة الذين ضاقت بهم الحيل والأمور وقهرتهم الظروف وخذلهم البشر، ولم يجدوا تلك المساندة والعون الحقيقي من أشقاء الدم والعروبة والإسلام!. * لم أتابع الأحداث، ولم اسمع اللقاءات والتحليلات السياسية والحوارات، ولم أقلب القنوات بين الجزيرة والعربية والسي إن إن وغيرها من قنوات.. ولم أتابع الترندات في وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة من سناب شات.. ولم أقرأ وأشاهد ما يصلني على الواتساب.. وغيره من وسائل وندوات وإعلام.. وتعليقات واستنكارات ومقاطعات وووو… * العين اعتادت تلك الصورة، والقلب أصابه الوجع والروح تتألم منذ سنوات.. وكل الصور والمشاهدات والتحليلات والوجوه تتكرر وكأن القنوات أعادت شريطا وأفلاما قديمة. * وتكرار مشاهدات وقصف وقهر يرافقه صمت القادة العرب من العراق إلى الرباط! وإن كان هناك من يثرثر ويحب الظهور في الإعلام الغربي ويسعى لرضاهم وكسب ودهم بل أتوقع يكاد يكون في صف العدو المحتل الإسرائيلي على أهل غزة ومصابهم! وهو من اقترح نقل أهل غزة للنقب! وهو من سيتم إسقاط الديون والقروض عن بلده في حال نفذ ما يريدون ولمصلحتهم، إلى هذا المستوى وصلت المشاعر وضاعت المبادئ والحقوق من العقول! ألا يوجد بينهم رجل رشيد؟، غاب الرجال والأسود خلف قضبان السجون. * جمهورية مصر العربية من أكثر الدول قوة بشرية وأقوى جيش.. وأكثر الشعوب غيرة على القضية الفلسطينية.. شعبها لا يخاف ولا يجامل ولا يسكت عن الحق وقوله وفعله يسعون للتنديد وخروجهم يرهب الأعداء.. لتكون مصر «أم الدنيا» الأم الحنون على القتلى والجرحى والأطفال اليتامى والأمهات الثكلى. * لتكون مصر عبر معبر رفح اليد الحنونة والجسر الحقيقي للأمن والأمان لمن شردوا ولمن هلعوا وخافوا ودمروا، لتكون لمصر كلمة الحق والقوى والسلاح الحقيقي بموقف بطولي.. ونأمل ذلك ولا ننتظر خيبات أمل تضاف لكم الخيبات!. * أين هم القادة العرب؟ وأين خطاباتهم القوية والرنانة التي وقتها الآن في أقل المواقف استنكارا ولا ننتظر اجتماع الأمم المتحدة لتلقى الخطب الآن، الإنكار بالكلمة مطلوب… لا نريد قمة عربية طارئة يجتمعون ليتفرقوا في الموقف والكلمة ويعلنون عن أرقام التبرعات! تبرعات لإنقاذ الجرحى والبحث عن جثث تحت أنقاض القصف والدمار. * قبل التبرعات ليكون لهم موقف إيماني وإنساني وبطولي ورجولي.. موقف لا تضحك إسرائيل وحلفاؤها من مقاطعات لا تستمر إلا أياما! ومن تنديدات لا تتعدى حدود شارع!. * موقف بطولي لحماية أهل غزة.. والدفاع عن حركة حماس التي ينكل بها وتسقط إسرائيل وأمريكا عبثهم وطيشهم وهمجيتهم بتدمير المستشفيات وتشريد الأطفال وترويع الآمنين. * قبل التبرعات.. والبث طوال اليوم لجمعها والتذكير بالقضية وتاريخها.. ورغم أهميتها إلا أن أهميتها في المدارس والجامعات ومخاطبة الأجيال الحالية وتذكير الأطفال بها فهي القضية الأولى العربية الإسلامية لمن أصيبوا وهدمت منازلهم ومساكنهم.. يحتاجون التذكير وبث الحماس ومعنى الغيرة على المقدسات والمسجد الأقصى. * المسجد الأقصى هو المسجد الذي أسري بالنبي محمد عليه الصلاة والسلام إليه، إذ قال الله تعالى في بداية سورة الإسراء «سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله» (الإسراء – الآية 1). * وهو أيضا أولى القبلتين، حيث صلى إليه المسلمون طوال الفترة المكية، إضافة إلى 17 شهرا بعد الهجرة، قبل أن يؤمروا بالتحول شطر المسجد الحرام، كما أنه ثالث المساجد التي تشد إليه الرحال بعد المسجد الحرام بمكة والمسجد النبوي بالمدينة المنورة. * ثاني مسجد وضع في الأرض، عن أبي ذر الغفاري، رضي الله تعالى عنه، قال: قلت يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أول؟ قال: ”المسجد الحرام”، قال: قلت ثم أي؟ قال:” المسجد الأقصى”، قلت: كم كان بينهما؟ قال:”أربعون سنة، ثم أينما أدركتك الصلاة فصله، فان الفضل فيه.” (رواه البخاري). * وبالإضافة إلى ذلك، فقد ظل المسجد الأقصى على مدى قرون طويلة مركزا مهما لتدريس العلوم ومعارف الحضارة الإسلامية، ومركزاً للاحتفالات الدينية الكبرى، ومكانا لإعلان المراسيم السلطانية وتعيين كبار الموظفين. * آخر جرة قلم: لن أنسى ملامح الخوف لذلك الطفل محمد الذي ترتعد وترتجف أطرافه وجحظت عيناه من الخوف بعد القصف وهو نائم.. وبكاءه وخوفه والآلاف مثله من نساء وكبار سن وأطفال وشباب.. في ذمة الدول العربية وقادتهم وصمتهم… الذي عجز الصمت من حروفه عن صمتهم!. لا نقول ولا نملك إلا الدعاء بأن ينصرهم الله بملائكته ويثبتهم ويقويهم وينصرهم نصرا عزيزا مقتدرا ونقول ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم لما اشتد الحصار على المسلمين في المدينة بدون طعام ولا شراب.. انهكهم التعب.. قام رسول الله صلى الله عليه وسلم الليل ودعا الله: «اللهم منزل الكتاب.. سريع الحساب.. وهازم الأحزاب.. زلزل الأرض تحت أقدامهم».. اللهم آمين