17 سبتمبر 2025
تسجيلفي العصر الرقمي، أصبح التمييز بين الحقيقة والخيال أكثر صعوبة، خاصة مع ظهور الذكاء الاصطناعي وقدرته على إنتاج الصور المتطورة المزيفة والمعلومات الوهمية التي تظهر وكأنها حقيقية وواقعية. واستخدام هذه التقنيات في وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي، خلال الحروب أو الأحداث، سيلعب دوراً محورياً في كيفية تلقي المشاهد للأحداث وفهمه لها، وبالتالي سيسفر على تعاطفه مع جهة دون غيرها. وقد تم استغلال هذه المعضلة التكنولوجية بشكل ملحوظ خلال حرب غزة، حيث تم إذاعة معلومات وصور وفيديوهات مفبركة، على وسائل التواصل الاجتماعي باستخدام الذكاء الاصطناعي، مما أدى إلى إطلاق موجة ساحقة من المعلومات المضللة. والنزاع القائم بين فلسطين وإسرائيل ليس مجرد حرب غزة؛ إنه قضية ذات خلفية تاريخية جذبت تعاطف الناس في جميع أنحاء العالم، فباتوا يعبرون عن مشاعرهم في مواقع التواصل الاجتماعي حيث تحفز العواطف، والتعليقات، والمحادثات بين المشاركين، مما أنتج كمية غزيرة من الصور والفيديوهات والقصص المضللة، وذلك عن طريق إدخال تقنية الصور المتطورة الوهمية، التي أدت الى تشوش القصة الحقيقية. وفي واقع الأمر، أنه من الصعب على المستخدم العادي، أثناء تصفحه لصفحات التواصل الاجتماعي، التمييز بين مقطع فيديو او صورة حقيقية وأخرى مزيفة، مثل تحديثات حية كمقاطع فيديو لحوادث غير مرتبطة أو لأحداث قديمة، تم تصميمها خصيصاً لإثارة مشاعر قوية. ونتيجة لذلك، تنتشر المعلومات المضللة المدعومة بالذكاء الاصطناعي عن الوضع الحقيقي وتثير المخاوف والشك لدى الجماهير. وتماشياً مع ما تم ذكره، فقد أصدرت إسرائيل تقارير عن انفجار مستشفى الأهلي المعمداني في قطاع غزة، تتهم فيها الجهة الفلسطينية بالمسؤولية، وذلك باستخدام تسجيلات زُعم أنها التقطت لحظة الانفجار بالضبط. وفيما انتشرت هذه القصة على وسائل التواصل الاجتماعي، تم التشكيك في صحة هذه الاتهامات، وبدأت العديد من الهيئات ووسائل الإعلام في إجراء تحقيقاتها المستقلة، ومراجعة الأشرطة والقصة المصاحبة لها بعناية، وأشار الخبراء والمحللون إلى أنه تم تعديل هذه الأشرطة أو أخذها كليًا خارج سياقها، وذلك بهدف تشويه الحقائق.