13 سبتمبر 2025
تسجيلاعتبر كثيرون أن وقف تركيا لعمليتها العسكرية في شمال سوريا ( نبع السلام ) بشكل مؤقت هزيمة لها، بالإضافة إلى تندرهم بأن ذلك مثَّل خضوعاً رسمياً للإرادة الأمريكية التي أجبرت أردوغان على وقفها مقابل عدم تنفيذ تهديده بالإضرار بالاقتصاد التركي بالطرق التي اعتادت واشنطن ممارستها والضغط بها على الدول التي ترى في سياساتها تمردا لا يليق بأن يقف في وجهها بالصورة التي يرفضها الرئيس الأمريكي، لكن هؤلاء وللأسف راقبوا وفسروا المشهد من باب القارئ (ولا تقربوا الصلاة) إمعانا في تضليل المتابع والمشاهد لهذا الموقف السياسي الذي يؤكد أن الزعيم التركي لم يستمع لما قاله نظيره الأمريكي قبيل شن عملية نبع السلام وفور وصول رسالة ترامب المكتوبة له توجه أردوغان إلى مكتبه الخاص وتناقلت كاميرات الإعلام التركي المحلي والتي استُدعيت ذلك اليوم لرصد اللحظة التي أصدر فيها الرئيس التركي أوامره بتحرك عملية نبع السلام فعليا وشن هجماتها التي تستهدف جماعات وعصابات وقيادات الأكراد دون مبالاة منه تُذكر لطلب واشنطن التي على الرغم من هذا كانت قد أخلت المنطقة من قواتها واستمرت العملية أياما قليلة استطاعت فيها القوات التركية أن تحرر مناطق سورية ورهائن تمثلت على شكل نساء وأطفال من يد الجماعات الكردية التي اتخذت من هؤلاء المدنيين ستار دفاع بشري، بينما واصلت وسائل إعلام خليجية وعربية مضللة ورافضة لعملية تركيا العسكرية في فبركة مشاهد غير حقيقية عن استهداف هذه القوات لمدنيين وأطفال، وسارع هؤلاء الأكراد الذين رأوا من موقف ترامب على أنه طعنة في الظهر إلى معاودة مناشدته لحمايتهم من غضب أردوغان وبسالة قواته ولذا عاود ترامب محاولته وأرسل مبعوثا إلى الرئيس التركي نجح بعد ساعات من المباحثات لم يكن مقررا لها أن تستمر طويلا باعتراف ترامب من إقناع تركيا بإيقاف عمليتها ولكن ليس طويلا كما يرى هؤلاء وإنما لـ 120 ساعة فقط، اشترطت تركيا على واشنطن أن تخلي حدودها المشتركة مع سوريا من الأكراد الذين يمثلون خطرا على الداخل التركي وكانوا يأملون بإنشاء دولة إرهابية داخل الدولة السورية وعلى مشارف من حدود تركيا وإلا فإن أنقرة ستعيد ترتيب أوراقها سريعا واستكمال ما بدأته في هذه العملية غير آبهة بما يمكن أن يترتب عن ذلك من جانب واشنطن أو حتى الاتحاد الأوروبي الذي هدد هو الآخر بإجراءات ضد أنقرة واستهدف مواطنين لها يعيشون على أراضيه أعلنوا تأييدهم لعملية بلادهم العسكرية مما جعلهم عرضة لتوبيخ شديد من الرئيس التركي الذي وصف انتقاد الأوروبيين له بأنه انتقاد غير مسؤول فيما لو فتح الأوروبيون أراضيهم لأكثر من خمسة ملايين لاجئ سوري تحتضنهم تركيا فماذا سيكون موقف الأوروبيين حينها وهل كانوا سيواصلون انتقاداتهم لأنقرة كما يفعلون الآن ؟!. ولذا لا يبدو أن نبع السلام توقفت حتى هنا فالأيام القادمة تنبئ بأن الصبر التركي لا يبدو طويلا كما يتردد على ألسنة الأتراك لا سيما وزير الخارجية التركي تشاويش أوغلو الذي صرح بأن الفائدة الدولية التي جنتها سوريا وتركيا والعالم بأسره من عملية بلاده كانت أكبر من منتقديها الذين لا يزالون يرون أبعد من مرمى كعب أقدامهم، كما أننا بالأمس تابعنا خطاب رئيس تركيا حول أبعاد وأهداف هذه العملية والذي هاجم فيه كل من هاجمه شخصيا بعد إصدار أمر شن نبع السلام في شمال تركيا ووصفهم بأنهم بهجومهم على عملية بلاده العسكرية إنما يعلنون تأييدهم الرسمي للمنظمات الإرهابية التي لا تهدد تركيا فقط وإنما أوروبا كلها، ولذا شاءوا أم أبوا فإن أنقرة ستستمر في تطهير حدودها مهما كلفها ذلك ولذا إن لم نحظَ بتأييدكم فراقبوا ما ستؤول له هذه العملية وتأكدوا أنه ليس لدينا أية مطامع في استملاك أراض ليست لنا سواء في سوريا أو العراق أو أي دولة نشترك معها في الحدود وعليه انتظروا فقط !. ◄ فاصلة أخيرة: مع تركيا.. هذه مهمة كل صديق !. [email protected]