11 أكتوبر 2025
تسجيلعرّف اللغويون صاحبها بالحاذق سريع الفهم لما يلقى إليه من الكلام وسريع الأخذ لما يرمى إليه باليد ، وخفيف حاذق ، وعرّفها علماء النفس بأنها سلوك غريزي يزيد وترتفع الإنزيمات المؤثرة فيه كلما زاد فراغ الإنسان وخاصة العقل لاسيما إن كان خاليا من المعرفة والعلم النافع ، فتزداد نسبتها عند الجهال أكثر من المثقفين ، إنها يا سادة ( اللقافة ) التي أعيت من يداويها ولم تُفلح كل الطرق معها لأنها تتأصل في نفس صاحبها ، وتتفاوت بين المبتلين منها لتصل إلى حدٍ قد لا تطيقه ولا تتحمله أي نفس بشرية !! ولو تمعنّا جيداً في سيرة نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم وما دعا إليه من ممارسة وترجمة قولية وفعلية لتعاليم ديننا الحنيف وأخلاق المسلم الحقيقية لتيقنّا تماماً بأن " اللقافة " سلوك سيئ ومذموم لا يتحقق لصاحبها إلا الخسران والخذلان المبين، فقد قال عليه أفضل الصلوات والتسليم " من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه " وهو المنهج السليم لكل مسلم يبتغي الخير لنفسه ولأمته . كم من قصص مأساوية سمعناها لأفراد وأسر ضاعوا بسبب وشاية أو تجنّي أو بهتان " ملقوف " لا شيء دفعه لذلك إلا بسبب " لقافته " وما يشعر به من سعادة حينما يحصل على معلومات سرية تخص غيره ونشرها لكي يشعر بإشباع رغبات نفسه المريضة والتنفيس عنها ومتابعة ردود الفعل عليها !لا يوجد أحدٌ منّا لم يعانِ من تصرفات " ملقوف " ما وسط أهله أو جيرانه أو زملائه في العمل أو حتى من شخص في الشارع لا يعرفه. في المقابل هناك من يُعرّف تصرفات من يتدخّل فيما لا يعنيه بقصد معالجة وضع خاطئ أو تصحيح سلوك أو إحداث تغيير إيجابي بمسمى " اللقافة " الإيجابية وقد يتعرّض على إثرها لمشاكل لم تكن في حسبانه، وأذكر على سبيل المثال قصة السائح الذي شاهد رجلاً تسقط منه محفظته والتقطها لكي يعيدها إليه فإذا بالرجل يدّعي بأن المحفظة كان فيها مبلغ كبير من المال وبأن من التقطها سرقها وهو الأمر الذي جعل التهمة تثبت على السائح لتنقلب دوافعه الخيّرة وبالاً عليه بسبب " لقافته " الإيجابية!! ◄ فاصلة أخيرة الـ "ملقوف السلبي" يقتات من " لقافته " كما تقتات الغربان على النفايات ، ولن يتوانى عن طبعه حتى يواجه رفضاً مجتمعياً له وصدى يجعله تلقائيا ينكفئ على نفسه ويصبح في عزلة تامة ! [email protected]