23 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); فجّرها قنبلة مدوّية بكل جرأة لتضرب بقوتها الوسط الإسرائيلي، الذي لم يتوقع ولَم يعتد أن يهان ويتعرض بهذه الطريقة الغاضبة للطرد الفوري أمام الوفود التي كانت تحضر مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي المنعقد في روسيا. كما لم يعتد على مثل هذه المواقف التي تعكس العزة العربية والكرامة العربية، والتمسك بالثوابت العربية والإسلامية في الانتصار للحق والعدل، في زمن التطبيع والهرولة، لذلك وعَلى أثرها اشتعلت الوسائط بالتأييد والتشريف والثناء ووصل صداها العالم العربي وتجاوز إلى المحافل الدولية وعواصم القرار في العالم الغربي، كيف لابن الكويت المحنّك سياسياً وبرلمانياً أن يتجرأ ويرفع صوته عَلى الوفد الصهيوني لم يحدث في تاريخها منذ احتلالها الأراضي المقدسة عجزت أن تتفوه بهذا الأسلوب الدول العربية الكبرى ذات النفوذ والسلطة، أليست إسرائيل هي ابنة أمريكا المدلّلة التي تقف معها ومع إرهابها وتحارب من أجلها، وتمدها بالسلاح لتمارس إرهابها بصور شنيعة على أبناء القدس المحتلة من دمار واغتصاب واعتقال وقتل الأطفال وهدم البيوت على أصحابها وغيرها منذ 1948 إلى هذا اليوم، وهي اليوم من تساعدها في بناء مستوطناتها، وامتدادها أليست هي اليوم حليفة للعرب والمسلمين الذين ماتت ضمائرهم وراء مصالحهم ومصالح أمريكا، كيف تهان هكذا اليوم في وقت قد أمنت واستَفردت بالأراضي الفلسطينية بهرولة العرب إليها في غياب النخوة العربية والإسلامية، وصحوة المصلحة الذاتية، والصراعات العربية العربية كيف تهان وقد أحكمت قبضتها على العالم العربي بتأييد عربي وخليجي. ... نقيضان جمع بينهما وحدة الموقف وإن اختلفا في المفاهيم والأهداف، باختلاف الرؤى والأفكار؛ وباختلاف العقل المستنير الذي يسير الإنسان نحو الطريق الصواب بما يمتلكه من مبادئ وقيم وبما يُؤْمِن به من مصلحة عامة إنسانية ودينية؛ بالأمس تفاعلت الشعوب العربية والإسلامية مع موقف رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم في هجومه الحاد على إسرائيل خلال مشاركته في المؤتمر للاتحاد البرلماني الدولي في روسيا؛ الذي قال منفعلاً: "إن ما تمارسه إسرائيل هو إرهاب دولة، وينطبق على هذا الغاصب المثل القائل إذا لم تستح فافعل ما شئت" هذه الصفعة القوية ستبصم أثرها على إسرائيل ولا يمكن أن تنساها، واليوم وفِي ظل تقارب بعض حكام العرب والخليج مع إسرائيل يتضح لنا النقيض الآخر الذي يهرول كالرجل الأعمى نحو طريق مظلم لا يدرك نهايته، دول كبيرة في نفوذها وحجمها تجرها إسرائيل العدو اللدود إلى أذيالها، ورجل لم يمتلك إلا كلمة حق صوبها لعدو جائر وهزم هذا العدو بإيمانه بقضيته ومسؤوليته تجاهها، في الوقت الذي نزع فيه بعض الساسة العرب هذه القضية من فكرهم ليقول لهم كما رددت فيروز في أغنيتها القدس لنا وبأيدينا سنعيد القدس، لذلك قال له فعليك أيها المحتل الغاصب أن تحمل حقائبك وتخرج من القاعة إن كان لديك ذرة من كرامة. وكما كان موقفه سابقاً حين أكد في اجتماع مجلس الأمة "أنه لا يجوز التحجج بالخلافات العربية وتردي الأوضاع على المستوى القومي والإسلامي، للسكوت عن الغطرسة الإسرائيلية، وخاصة ما يتعلق منها بالإجراءات المتعلقة بالمسجد الأقصى. فالصمت العربي يعطي العدو يوما بعد آخر تفويضاً شاملاً لفعل ما يريده في الأرض ضارباً بعرض الحائط كل قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة وكل مقررات القانون الإنساني الدولي" هذا هو المبدأ الذي يحمله مرزوق الغانم. هكذا هم رجال المواقف، والمبادئ والقيم لا يخافون في الله لومة لائم، ولا تهز ضمائرهم مصلحة أو منفعة، ولا تهزمهم سطوة تهديد ووعيد. هؤلاء هم الذين صدقوا قوله تعالى في كتابه الكريم: (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم) ليرسل رسالة واضحة وصريحة إلى المتواطئين معهم والمطالبين برضاهم تحت ذرائع السلام والدبلوماسية والاعتدال. وكيف لا يكون له موقف وهو ابن الكويت الذي ما زالت تحمل في حقيبتها السياسية هم القضية الفلسطينية ودعمها، ومناصرة أبنائها لاستعادة حقوقهم ونصرة قضيتهم، والتي كان لها دور في الحروب التي خاضها العرب ضد إسرائيل سابقاً، فها هو الشيخ صباح الأحمد أمير الكويت حفظه الله يدعم تلك المسيرة في برقية التقدير التي أرسلها لرئيس مجلس الأمة لردّه على رئيس وفد الكنيست الإسرائيلي والتصدي له، ويشيد بموقفه المشرف، الذي أضاف للكويت بصمة وطنية قومية وليؤكد أن مواقف الدول لا تقاس بمساحتها بل بأفعالها ورجالها، وموقف رجل واحد جسد أمة بأكملها. .... لذلك استحق التقدير والاحتفاء والإشادة من الكويت ومن الأغلبية من أبناء الأمتين العربية والإسلامية بهذا الفعل الشجاع، فقد أثلج صدور الشعب العربي بثوان عديدة دافع بها عن الحق وأخرج إسرائيل مذلولة، ومهانة في زمن التطبيع العربي والخنوع العربي، وفِي زمن الغطرسة الإسرائيلية الهمجية ليؤكد أن القضية الفلسطينية لا تخص الفلسطينيين فقط إنما هي قضية قومية وإنسانية تخص كل الشرفاء في العالم العربي الحر، وتعيش في وجدانهم. تحية إجلال للكويت التي أنجبت مثل هذا الرجل الشجاع في زمن قّل فيه الرجال الشرفاء المدافعون عن قضاياهم المصيرية. وتحية للأمير صباح الأحمد أمير الكويت على مواقفه المشرفة في القضايا التي تهم الأمة العربية حفظه الله من كل سوء. Wamda.qatar@gmail