12 سبتمبر 2025
تسجيللاتزال دول الخليج الحالمة ـ وقطر منها ـ تسعى إلى أن تكون الأفضل والأكبر والأفضل في كل شيء؟ ونظرة إلى الإعلام ووسائله كفيلة بفهم المقصد، حتى أصبح بالفعل يمثل هاجساً حقيقياً، وأصبح الشغل الشاغل لها منافسة الأفراد في تسجيل الأرقام القياسية في كتاب جينيس؟ فهل هذا الأمر يعود بالنفع على دولنا وشعوبها بخلاف الشهرة التي قد تكون ضارة أحيانا؟!فعلى سبيل المثال؛ الطيران القطري الذي غطى لونه العالم تقريباً، وقد صرف عليه المليارات وحقق مراده على يد ربانها الأخ أكبرالباكر، وأصبح الأول عالمياً، وأخذ صيتاً عالمياً بين الشعوب الأخرى، واستفاد كثيراً من تحويل كافة أو أغلب الرحلات الحكومية الرسمية، التي توفدها الدولة لمسؤولي الدولة بغض النظر عن مستوياتهم الوظيفية وبأسعار التذاكر الرسمية الفلكية بدون خصومات، والإصرار على بيع الخمور عليها.. وجعلها باصات نقل للترانزيت لكافة الشعوب بأسعار لا تُذكر.. ماذا استفاد أهل قطر منه، وهو الناقلة الوطنية لهم؟ لا شيء سوى النكران وجلدهم بالأسعار الفلكية.. لماذا؟ لأنهم فئة لا ينظر اليهم إلاّ كبنوك مركزية يجب استنزافها، خاصة بعد الـ 60%؟! وهم بالفعل الفئة الأقل أهمية للشركة، اذا كانوا أفراداً!! فالحكومة ملتزمة بهم في المهمات الرسمية بقيمة كاملة؟!تعب الكتّاب، وجفّ المداد، وبحت الأصوات، وكأنهم يؤَذِّنون في خرابة لا صدى يوصل.. بل كلما رفع الناس أصواتهم ارتفعت الأسعار أكثر بمباركة مجلس إدارتها، وتأييد رئيسها العام، فأصبحت جيوبنا بين المطرقة والسندان!! والله المستعان. وباتت أسعار القطرية الأعلى على القطريين وأضعاف أسعار التذاكر التي يتم شراؤها من شركات الطيران الأخرى. أين دور حماية المستهلك التي طالما تتحدث عن بطولاتها على صفحات الجرائد مطلع كل صباح؟ هذا ـ بجد ـ استنزاف خطير، وجبت دراسته والحد منه.. فلا بأس أن يكون لنا طيران راقٍ ومناسبٍ مادام يحقق طموح الكل؛ حكومة وشعباً.. ولا بأس أن تكون لدينا فرق رياضية من أبناء قطر تفوز وتخسر، ولكن حظينا وفزنا بتحقيق بناء الإنسان القطري، ضمن خطة التنمية المستدامة للوطن، وفي حالة سفر الأجانب لسبب أو لآخر لا تهتز أركان الفرق الرياضية.. وقس على ذلك اموراً أخرى ذات البريق الزائف! هذا يحدث لأننا مهووسون بالأكبر والأفضل والأول.. وأتمنى أن يتم استبدال تلك الكلمات والرؤى بالأنفع والأنسب، وفي هذا إيجابية ومنطقية، وأدعى لوقف استنزاف الأموال بدون عائد حقيقي على سراب زائل، قد يختفي في لحظة؟!