18 سبتمبر 2025

تسجيل

ميزانية بلا حساب

22 أكتوبر 2013

تعيش قطر منذ سنوات نهضة اقتصادية تنموية شملت كل قطاع من قطاعات الدولة وكان لهذه النهضة أثر كبير على كل جانب من الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والتنموية أحدثت فيها العديد من التغيرات مقارنة بسنوات ماضية ولا تجد ركنا من أركان الحياة الأسرية والعلمية والعملية إلا وشملته سحابه التغيير.. وعلى قدر ما كان لهذه النهضة والانفتاح آثار إيجابية فكان لها على الجانب الآخر آثار سلبية وسوء استخدام لمواردها المالية ودخلها الاقتصادي من جوانب أخرى، ولو ألقينا الضوء بشكل خاص هنا على الجانب الاقتصادي وما احدثه من تغييرات جذرية أسيء استخدامها من قبل البعض رغم النقلة النوعية التى احدثتها هذه النهضة من اهمها ان دخل المواطن القطري اصبح أعلى دخل فى العالم وهذه نعمة كبيرة لاتعد ولاتحصى ومحروم منها شعوب كثيرة ومجاورة، وهذه النعمة من المفترض ان تؤخذ في عين الاعتبار ويحافظ عليها وعلى كيفية استخدامها من قبل الجميع، سواء كان على المستوى الفردى أو المجتمعى ولو تناولنا الأسرة وحجم البذخ الذى يتم صرفه فى كل المناسبات الرئيسية فى الولائم وغيرها الآن فى الكثير من المناسبات الثانوية التى اصبح الكثير يقيمها الآن كأعياد الميلاد والنجاح وحضور اول مولود فى العائلة، وأصبحت هذه المناسبات تقام فى أفخم الفنادق، وأصبحت عادة مكتسبة من ثقافات الشعوب المجاورة فى الوقت الحالى والكثير يتنافس عليها فى إقامة الأفضل من غيره وأصبحت عملية التنافس فى الكثير من المناسبات الأولية والثانوية لا تهدر فقط دخل الأسرة ولكن اضطرت الكثير إلى اللجوء إلى القروض البنكية ويتم تسديدها على سنوات طويلة، هذا إلى جانب المظاهر وحب التظاهر بالمأكل والمسكن والسيارات الفاخرة ولانعلم إلى اين نحن ذاهبون.. ولو نظرنا إلى العديد من الجهات الحكومية وما يهدر على العديد من الفعاليات والكثير من الأنشطة من اجل الظهور الإعلامي لا أكثر، بدون التركيز على المضمون من استخدام الميزانية واستغلالها بشكل صحيح يخدم الفئة المستهدفة التى تقدم لها هذه الجهة الخدمة من قبلها، أو تستخدم الميزانية بالشكل الصحيح فى تطوير خدماتها أو الارتقاء والتطوير بشكل مستمر لكافة الموظفين من اجل رفع ادائهم بالصورة التى يستطيعون من خلالها الارتقاء والجودة بأنفسهم، ويليها الجهات التى يعملون بها بدلا من ان تقتصر ميزانية محددة لأشخاص معينين هم الذين ينصب عليهم التطوير والتدريب بالداخل والخارج مقارنة بباقى زملائهم بالعمل والجهة بأكملها، واصبح الغالبية يتنافس فى إقامة هذه الفعاليات بشكل لا يستحق ميزانية مفتوحة تحت ايديهم لهم كامل الأحقية للتصرف فيها.. ولو سألنا انفسنا ما مدى استفادة العديد من الجهات من إقامة مزيد من الفعاليات لا تستدعى حجم التكلفة التى اهدرت من اجلها، ومن جانب آخر يكبر الإعلام من قيمة وأهمية هذه الفعاليات التى بالإمكان ان تقام بتكلفة اقل من ذلك وفى نفس الوقت تقضي الهدف الذى يسعون إليه ولكن ما يحدث هو عكس التيار والمهم ان تقام بصورة فاخرة وفي مكان يليق بكبار الشخصيات فى أفخم الفنادق الراقية، ولو لوحظ من جانب آخر ما يحدث فى شوارع قطر كل يوم تلو الآخر من تكسير أو ترميم الشارع أو المنطقة طوال العام وبعد الانتهاء منه تتفاجأ بتكسيره مرة أخرى بعد شهر أو شهرين وحينما تسأل ما هى الأسباب يقال لك خطأ فني ويحتاج تكسيره مرة أخرى وندخل فى دائرة اخرى من الوقت والمال تارة اخرى، ولذا ما ذكر فهو نموذج من نماذج اخرى تهدر فيها ميزانية الدولة ولكن بأشكال متعددة فى ظل وقت تتنعم به قطر بمواردها الاقتصادية وتنمو وتتكاثر يوما تلو الآخر ولكن لابد من التأني والتفكر فى مواردها المالية واستخدامها الاستخدام الأمثل فى إقامة العديد من المشروعات ذات النفع العام مستقبلا واستغلال هذه الموارد في استثمار الموارد البشرية بصورة امثل وتتناسب مع النهضة التى تسير فيها قطر فى الوقت الحالى والرؤية التى تسعى لها ولا تستطيع ان تحقق ذلك إلا بتكاتف مواردها البشرية، ومانأمل فيه ان تتغير لدينا السنوات المقبلة ثقافة الاستهلاك وان نكون شعبا منتجا اكثر منه مستهلكا ونسعى الى استثمار الدخل بشكل يعود بفائدة كبيرة، وان نزرع ذلك فى نفوس الاجيال القادمة، ونحن قادرون على ذلك بإذن الله.