08 أكتوبر 2025
تسجيلمنذ ان فتحنا اعيننا وقبل ذلك في زمن ابائنا واجدادنا لا نعرف للطريق المؤدي الى الاتجاه شمالا من مدينة الدوحة سوى اسم "طريق الشمال" هذا الاسم كان الرابط الوجداني بين ساكني الدوحة وساكني مناطق الشمال في الاتجاهين والتي تشمل العديد من القرى والضواحي منها الخيسة وسميسمة والخور والذخيرة والغارية وباظلوف والمفجر والزبارة وام العمد وام صلال محمد وام صلال علي والخريطيات وغيرها من القرى القديمة من مناطق شمال العاصمة التي عرف سكانها من اهل قطر الكرام ارتباطهم الوثيق بالعاصمة الدوحة يروحون اليها ويرجعون منها مستخدمين في مراحل متقدمة وسائل نقل كالسيارات والشاحنات وقليل من سيارات الاجرة التي كانت تقل الركاب على الطريق الرئيسي بالجملة وباسعار زهيدة. طريق الشمال هذا تحول حديثا الى اسم مغاير لمعناه ليس له ارتباط بالجيل الحالي ولا حتى الجيل القادم، وادخلت عليه تطويرات وتحسينات في شكله ومساره الطويل واطلق عليه اسم "شارع 22 فبراير" دون اعتبار لتاريخ اسمه الزاهر الممتد لسنوات طويلة من عمر البلاد، بينما احتفظت اسماء شوارع اخرى تمثل ايضا تاريخا للمناطق التي تسكنها عوائل اخرى من اهل قطر وتسلكها مسارات الطرق المؤدية اليها، وفي هذا الصدد حافظ "طريق دخان" على مسماه القديم الذي يقع في المنطقة الغربية من شبه جزيرة قطر، كما لم يتغير اسم شارع الوكرة والشارع المكمل الى "طريق امسيعيد" الواقعين جنوب البلاد واللذين كانا قد شهدا على مر التاريخ حياة نابضة قائمة على البحر والصناعة والنفط. من محاسن الصدف ان "طريق 22 فراير" أصبح يشكل صداعًا في رأس مستخدميه بسبب الازدحام المكثف على جانبيه، وربما من تلك الاسباب ايضا عدم تحمله طمس هويته التي عرف بها من قديم الزمان واصبح الان يجره الحنين ويطالب باعادة الاعتبار له كونه كان اسما على مسمى.. كثر التذمر من هذا الشارع، وشغل بتأزمه اهتمام المعنيين بالامر مما اجبرهم على طرح عدد من الحلول تمّ تطبيقها حديثا للحدّ من مشكلة الزحام الذي يشهده الطريق المسمى بـ22 فبراير وفي مقدمة تلك الحلول إغلاق أكثر من 50 % من المداخل والمخارج الموجودة على الطريق لأنها كانت من الأسباب المباشرة لهذا الزحام. طالما ان هناك اهتماما من الجهات ذات الاختصاص بمعالجة العديد من الامور التي تعيد للشارع انسيابيته ومرونته، فنعتقد ان التغيير يمكن ان يشمل امورا اخرى من بينها اعادة النظر في تسميته من "شارع 22 فبراير" الى اسمه الاصلي "طريق الشمال" تيمنا لاعادة مكانته وهيبته التي كان يتمتع بها قديما، وهو الاسم الذي لم نعرف له خطا آخر طوال حياتنا، ان التغيير من سمة الحياة فلا شيء يدوم ولا شيء يعوق ذلك التغيير، ولا شيء يمكن ان يقف حائلا دون تحقيق ذلك المطلب، فالذي دعا الى اعادة النظر في تجديد مسارات هذا الطريق الذي شيد حديثا، فلا يعوقه اقتراح اعادة تسميته القديمة، فكما ستنعكس تلك الاصلاحات إيجابيًا على مستوى الحركة المروريّة على الطريق، فيمكن ان يساهم اسمه الاصلي "طريق الشمال" في اعادة الروح المعنوية لمستخدميه من غابر الازمان ليتوافق التغيير مع التطوير المنشود. وسلامتكم