11 سبتمبر 2025

تسجيل

تــاء التــأنيـث في الانتخابات !

22 سبتمبر 2021

كنت قد طرحت سؤالا محوريا عن مشاركة المرأة القطرية بجانب أخيها الرجل في انتخابات مجلس الشورى القطري، والتي يُجرى اليوم استعداداتها الحثيثة للتصويت في يوم الثاني من أكتوبر القادم بمشيئة الله، حول قدرة المرأة على تحمل مسؤولية المنصب، لا سيما وإنه يختلف اختلافا كبيرا وشاسعا عما كان عليه سواء منصبها الذي كان في مجلس الشورى المنتهي عهده قريبا، والذي كانت مناصبه بالتعيين أو حتى المجلس البلدي الذي كانت تسبقه حملات انتخابية ودعائية للمرشحين ولكن بصورة تبدو أقل وهجا مما هو الحال اليوم لانتخابات مجلس الشورى التي تلقى استنفارا من المرشحين والناخبين على حد سواء، ناهيكم عن حملات الترشح التي تبدو أكثر كثافة وهمّة وعزما في صورة نشهدها لأول مرة فعليا في بلادنا، خصوصا وأن هذه الانتخابات لقيت تجاوبا كبيرا من فئة السيدات الراغبات في عضوية المجلس لتمثيل هموم دوائرهن الانتخابية على منصة الشورى التي سوف تشهد نقاشا محتدما في الآراء حول مختلف القضايا سيفضي في النهاية إلى مساندة السلطة التنفيذية لتحقيق ما يمكن أن يكون في الأخير لصالح البلاد والعباد معا، ولكن هل يمكن للمرأة أن تثبت قدرتها الفعلية على أن تتولى مسؤولية تبدو الأكبر والأشد صعوبة في تاريخ تولي المرأة للمناصب في الدولة ؟! وأنا هنا بالطبع لا أستصغر تلك الهمة وذلك العزم في المرأة القطرية التي أثبتت نجاحاتها في قيادتها لبيتها أولا ومناصبها المختلفة في المؤسسات والمراكز والمدارس والوزارات أو أشكك بها، ولكن أن تكون عضوة في مجلس الشورى فهذا يستحق دراسة من كل الجهات، لا سيما وأنها سوف تكون مقصد كل مواطن من دائرتها سواء أعطاها صوته أو لم يُعطِها، ولكنه يظل مواطنا له حق الشكوى، وعليها واجب الاستجابة لهذه الشكوى؟! هل يمكن أن تنجح المرأة القطرية في أن تضع لها بصمة داخل المجلس وأن تثبت أحقيتها بالكرسي الذي آل لها في النهاية فجعل منها فائزة بالأصوات الأكثر يوم الثاني من شهر أكتوبر المقبل؟! وهي أسئلة لا يمكن أن يجيب عنها سوى المرشحات فعلا لمنصب أعضاء مجلس الشورى، اللاتي يمكن أن يغلبهن الحماس الآن في استعدادهن الواثق والكبير في مقدرتهن على مزاحمة الرجل في قدرته الطبيعية على أن يكون متحملا لمشاق العمل، لفطرة خلقها رب العالمين في أن يكون الرجل أكثر قدرة على تحمل الصعوبات، مقارنة بالمرأة التي تُشبًّه عادة بالكائن الأضعف، وهذا يظهر واضحا اليوم في حملاتهن الدعائية المبشرة فعلا لكل إمرأة قطرية بأن تخوض غمار أي عمل تكلف به وكان محصورا على الرجال سابقا، ويبقى الميدان الحقيقي يوم إعلان نتائج المرشحين الفائزين بعضوية المجلس وتظهر أسماء سيدات من بين كوكبة الشخصيات التي سوف تتقلد مناصب أعضاء مجلس الشورى بشكله ومهامه الجديدة، وكم سيكون المنظر مبهجا ونحن نرى سواد العباءات النسائية يتخلل بياض ثياب الرجال الوطنية، وصاحباتها يؤدين القسم على القيام بأعمال المجلس بكل أمانة وإخلاص للبلاد والعباد معا معبرات عن فرحتهن بأن قدراتهن لن تختلف عن زملائهن الرجال في مهام سوف يكنّ ملزمات على تأديتها بالصورة الكاملة، وربما كُنّ أكثر إحساسا بوجوب إثبات وجودهن وقدرتهن في هذا المنصب، مقارنة بالضغط الذي يمكن أن يكون عليه العضو الرجل المعتاد على تبوأ مثل هذه المسؤوليات وأدائها بصورة مثالية، ولذا لن نستطيع أن نحكم على أداء عضوات المجلس، إلا حين يتقلدن مناصبهن فيه بصورة رسمية وبثقة كافة الناخبين الذين استشعروا عند الإدلاء بأصواتهن أن المرشحات النساء يستطعن القيام بما هو مطلوب من كل عضو مجلس الشورى، وربما أكثر مما تأملوا فيه. وتبقى الكلمة الأخيرة لهذه الأيام التي تستطيع أي مرشحة أن تقنع الناخبين فيها بأنها يمكن أن تغير بوصلة القدرات الفردية للرجل إلى قدرات جماعية معه!. [email protected] @ebtesam777