02 أكتوبر 2025
تسجيلأدخل أحد الأصدقاء ابنه ذا العشر سنوات لأحد المراكز التربوية والذي يحتوي برنامجها على عدة أنشطة منها لعب كرة القدم، ولأنه لا يجيد كرة القدم، فكان هدفاً لتنمر الأطفال ورفضهم له، وبعد فترة رفض الذهاب إلى المركز، ولكنه والده أجبره على ذلك، فكُرة القدم مجرد نشاط واحد ضمن مجموعة من الأنشطة المنوعة. ومع تكرار الإجبار، أصبح الابن يعبّر بشده عن استيائه، وظهرت عليه مظاهر الإحباط والذي وصل للشعور بالقهر، وكلما ذكر أمامه اسم المركز، يحمر وجهه ويضيق تنفسه وتظهر عليه علامات الغضب والقهر، حتى اضطر والده في النهاية إلى إنهاء اشتراكه في المركز، بالرغم من فائدته التربوية الكبيرة. تشير الكثير من الدراسات إلى أن الألم النفسي الناتج عن الرفض الاجتماعي يشابه كثيراً الألم الجسدي. وأثبتت دراسة لجامعة كولورادو بولدر بأن مناطق الدماغ المسؤولة عن التعبير عن الألم الجسدي والتي تنشط عند تعرض الجسم لأي مسبب للألم (كالتعرض للحرارة أو الوخز) هي نفسها التي تنشط عند التعرض لألم الرفض الاجتماعي. وفي دراسات أخرى على المراهقين، أثبتت بأن المراهقين الذين يتعرضون للرفض الاجتماعي يميلون للتعبير عن غضبهم والانتقام من المجتمع بالعنف، وبالأسلحة أحياناً. قام بعض الباحثين بدراسة ١٥ حادثة إطلاق نار في المدارس الأمريكية وقعت بين ١٩٩٥ و٢٠٠١، ووجدت هذه الدراسة بأن ١٣ حالة منها كانت لمراهقين تعرضوا للرفض الاجتماعي. وفي تقرير أصدره رئيس الصحة العامة في الولايات المتحدة يقول بأن الرفض الاجتماعي يعتبر من أكبر المسببات لانتشار العنف بين المراهقين، وخطره أكبر من مخاطر المخدرات أو الانضمام لعصابات الشوارع. الإنسان كائن اجتماعي بطبعه، يحب العيش ضمن المجتمع ويشعر بالانتماء، ولذلك فمن الضروري أن نُشعِر الآخرين بذلك، ونحرص على غرسه في أبنائنا. @khalid606