15 سبتمبر 2025
تسجيلأنا كغيري من متابعي كرة القدم نتوقع الكثير من تشافي كمدرب، فهو كلاعب كان مدرباً على أرضية الملعب وقائد أوركسترا برشلونة، هو من يرفع الرتم وهو من يخفضه وهو المسؤول الأول في عملية تدوير الكرة وإيجاد الحلول أمام الفرق المتكتلة دفاعياً، ولكن السد في مباراة الذهاب أمام النصر كان لا يمثل أياً من معتقدات تشافي أو أفكاره ف ظهر الفريق عاجزا عن ربط الخطوط بسبب تكتل النصر في العمق وأغلب التمريرات تكون خاطئة أو يتم قطعها بسبب الضغط على حامل الكرة وإغلاق زوايا التمرير التي كان يقوم بها النصر، وهو ما لم نعتده من تشافي ف هو كلاعب كان أستاذاً في كيفية الخروج بالكرة من تحت الضغط وكيفية حلحلة وتفكيك التكتلات، لكن يبدو أنه استغل فترة التوقف الدولي لتحليل النصر بشكل مكثف ولدراسة أخطاء السد في مباراة الذهاب ونجح في تفاديها في الإياب وهو ما جعلنا نشاهد السد مسيطراً على المباراة ويسجل ثلاثية ضمنت له التأهل إلى نصف النهائي ف كيف نجح تشافي في ذلك؟ تشافي تعلم من درس الذهاب ف قرر عدم الاعتماد على عمق الملعب وقام بفتح الملعب وتعريضه عبر جناحين مهاريين على الخط وهما حسن الهيدوس وأكرم عفيف ليخلق مساحات ويساهم في تفكيك تكتل النصر في عمق الملعب، نام تاي هي الغائب عن مباراة الذهاب كان همزة الوصل بين الوسط والهجوم ف تحركاته بين الخطوط ساعدت وسط السد في الربط مع بغداد بونجاح وسببت مشاكل إضافية لوسط النصر، بونجاح لم يكن بحدته المعتادة أمام المرمى ولكن هو ونام تاي هي كانت لهما أدوار أخرى رجحت كفة السد، ف الكرة الحديثة عبارة عن لعبة مواجهات على أرضية الملعب، المدرب الذكي هو من يتمكن من خلق مواقف تجعل لاعبيه يملكون زيادة عددية وهو ما حدث بالفعل، ف الجزائري والكوري كانا يميلان إلى الطرف لخلق زيادة عددية مع الهيدوس وعفيف وفي عدد كبير من اللقطات كنا نشاهد السد في موقف ٢ على مدافع وحيد من النصر، الأطراف كانت سر تفوق السد، ف منها أتت صناعة الهدف الأول ومن الطرف سدد الهيدوس كرة الهدف الثاني ومن الطرف أيضا أتت ضربة الجزاء، نجوم المباراة كانوا الذين شغلوا طرفي الملعب أكرم عفيف وحسن الهيدوس تقاسما نجومية المباراة بفضل ذكاء تشافي في قراءته للخصم وتحليله لنقاط قوة النصر وكيفية تجنبها ونقاط ضعف النصر وكيفية استغلالها. كرة القدم بالنسبة للمدربين عبارة عن أفكار المميز من ينجح في إيصالها بشكل سلس ويتم تطبيقها على أكمل وجه، الفارق بين الذهاب والإياب ليس مستويات لاعبين وإنما أفكار دقيقة تبدلت وقراءة سليمة، تشافي سجل هدفا في مرمى فيتوريا وتفوق على مدرب بقيمته تكتيكياً، اختبار آخر في انتظاره أتمنى أن ينتصر بتلك الأفكار العظيمة مرة أخرى.