12 أكتوبر 2025
تسجيلقد يحق لنا أن نطلق عليها "ظاهرة"، وخاصة هذه السنوات، وإن كانت موجودة من زمن طويل، إنها الغيبة والنميمة التي أصبحت كما يطلق عليها "فاكهة المجالس" لا يخلو منها للأسف مجلس للنساء، بل انتقل ذلك لمجالس الرجال، والتي ينطق بها الكل، فتجد إحدى السيدات تبدأ بسرد قصة ما أو حادثة عن إحداهن أو أحدهم ويبدأن في التقطيع في سيرته بل قد يزدن على القصة بعض البهارات من الاختلاقات والافتراءات، وتجد كل الآذان مصغية والجميع في شوق إلى ما سيسرد أكثر ونسين أو تناسين أن من ينقل هذا الحديث أو القصة سوف ينقل للناس عنهن أيضاً. وللأسف قد تختلق إحداهن قصة عن غيرها وهي بعيدة كل البعد عنها، بمجرد أنها قد تجاهلتها مرة أو لم تدعها لوليمة ما في بيتها. والغريب في الأمر قد تكون إحداهن حاضرة تلك الجلسة ولكنها غادرتها قبل انتهائها، فتبدأ الألسن بمجرد خروجها بالحديث عنها والخوض في سيرتها وأسرارها وتتلهف الموجودات لسماع كل ذلك، وبالتالي ما أن تنتهي الجلسة إلا وتجد ما قيل عن إحداهن قد انتقل إليها من إحدى الموجودات وتبدأ في ذكر من شارك في تلك الجلسة لتبدأ بعد ذلك المشاكل بين هؤلاء النسوة، وللأسف قد تكون الغالبية من الأهل والأقارب، ويشق الصف عندهن ويبدأ الخصام والشقاق. ومن الغرابة بمكان أيضا أن تسر لإحداهن بسر وأنت على ثقة بأنها ستحفظه ولكن بعد لحظات تجده منتشراً بين العديد من الناس يتناقلونه بلذة وأحيانا بشماتة !! إن ديننا الحنيف نهانا في كتاب الله تعالى وسنة نبيه عن هذه الفاكهة الضارة ووعد متناولها بالويل والثبور والعذاب في القبر ولكن لأننا غافلون عن كل ذلك نشتهي تلك الفاكهة ونحضرها في كل بيت وحين رغم أنها قد شبهها الله تعالى بأكل لحم الأخ !! فمتى ستخلو مجالسنا من هذه الفاكهة ؟؟! [email protected]