13 سبتمبر 2025
تسجيلجاءت كلمة صاحب السمو أمير البلاد المفدى أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة شاملة ووافية، لخّصت الواقع المُرّ الذي تمر به منطقتنا العربية منذ عقود طويلة، ابتداءً من القضية الفلسطينية حتى وقتنا الحاضر وما تعيشه العديد من الدول العربية من ويلات الحروب والانقلابات العسكرية التي جاءت إثر ثورات الربيع العربي التي شهدتها منطقتنا منذ مطلع هذا العقد. كلمة سموه حملت العديد من الرسائل المهمة التي لم تتغلّف كما هو الحال في كلمات معظم الرؤساء والزعماء، بلغة المجاملة والثناء على هذه المنظمة العتيدة، بل حمّلها مسئوليتها التاريخية أمام ما يحدث في فلسطين من قتل وبطش وخرق صهيوني للقوانين والأعراف الدولية، أمام مرأى ومسمع المجتمع الدولي ومنظماته العاجزة عن ردع وإيقاف هذه المهازل التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني الأعزل، وحمّلها أيضاً مسئولية ما يتعرض له الشعب السوري من قتل وتشريد وتدمير ممنهج، على يد نظام فاشي مجرم سلّط آلته العسكرية على شعبه المكلوم، بالتعاون مع حلفائه لضمان القضاء على كل من لا يرضى بالأسد رئيساً له تحت شعار " الأسد أو نحرق البلد"!!وشدّد سموه في كلمته على ضرورة أن يستيقظ الضمير العالمي لإيقاف مسلسل القتل والتدمير في سوريا، فالقيم الأخلاقية والإنسانية تُحتّم على العالم أجمع أن يضع حلاً لهذه الحرب التي طال أمدها وتجرع ويلاتها الملايين من الشعب السوري في كافة المناطق والمدن في سوريا.خطاب سموه أوضح الدور الذي تقوم به قطر انطلاقاً من مسئولياتها الإنسانية في دعم كافة القطاعات وفي مقدمتها المتعلقة بحقوق الإنسان ودعم اللاجئين والشعوب التي ترزح تحت طائلة الحروب والفقر والمجاعات، ودعم التعليم وما حققته قطر في هذا الجانب من إنجاز كبير تمثّل بتعليم أكثر من 10 ملايين طفل حول العالم.وبالرغم من شمولية خطاب سموه وتطرقه للعديد من القضايا التي تشغل المجتمع الدولي وتمس الأمن والسلم العالمي؛ فإنه لم يغفل ما تعانيه بعض دولنا العربية من حروب تُشن باسم محاربة داعش أو ما يسمونهم العناصر الإرهابية، وفي أصلها تحمل شعارات طائفية مقيتة أغلب ضحاياها من المدنيين العزّل، مستشهداً سموه في ذلك بما يحدث في مدينة داريا السورية من تهجير قسري لأهلها، رغم أنها لم يسيطر عليها تنظيم إرهابي متطرف بل سطرت أروع الصور لنموذج الثورة السلمية، كما هو حال أغلب المدن والمناطق السورية، ومع كل هذا مورس ضدها حصار التجويع والقصف المتواصل!!خطاب سموه وضع يده على الجروح الغائرة التي أجهدت جسد الأمة العربية وأوجدت حالة من الفوضى أثّرت بدورها على مستقبل الأمن والسلم العالميين، وإن لم يُعالج الضعف القانوني والمؤسسي للأمم المتحدة، فإنها حتماً ستعجز عن تطبيق معايير العدالة والإنصاف في أرجاء المعمورة. فاصلة أخيرةلله درك يا سمو الأمير.. فكلمتك جاءت مناصرة للشعوب المظلومة ضد قوى الشر والظلم، في ظل غياب الضمائر الإنسانية وسكوتها عن حقوق المستضعفين من شعوب العالم، وتغاضي المنظمات الدولية عن نصرتهم وانتزاع حقوقهم!!