حِكَمٌ أعجبتني

كما ذكرنا مسبقا أننا لن نتطرق هذه الأيام إلى الموضوعات التي تجلب الصداع من قضايا لا يخلو منها المجتمع الذي يعج بسلبيات محل اهتمام الناس، بل سنسخر كتاباتنا وأقلامنا نحو المسائل الروحانية التي يتطلب التفكر فيها ونحن على مسار العشر الأوائل من شهر ذي الحجة التي فضلها الله على سائر الأيام، وفيها يحج عباد الله إلى مكة المكرمة لأداء مناسك الحج العظيمة ويعقبها في آخر أيامها فرحة العيد التي يشترك فيها كل المسلمين من كل أصقاع العالم. وفي هذا المقام، سأورد بعض الحكم الجميلة والمعبرة التي استقيتها من الدروس المستفادة ليستفيد منها من يطالعنا هنا في هذا المقال، لقد ﻗﻴﻞ ﻷ‌ﺣﺪﻫﻢ: ﻛﻴﻒ ﺗﺼﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻟﻮﺣﺪﻙ! ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﻧﺎ ﺟﻠﻴﺲ ﺭﺑﻲ ﺇﺫﺍ ﺷﺌﺖ ﺃﻥ ﻳﻜﻠﻤﻨﻲ ﻗﺮﺃﺕ ﺍﻟﻘﺮﺁن ﻭﺇﺫا ﺷﺌﺖ ﺃﻥ ﺃﻛﻠﻤﻪ ﺻﻠﻴﺖ ﺭﻛﻌﺘﻴﻦ، ﻗﺎﻝ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﻨﺎﺫﺭ: ﻛﻨﺖ ﺃﻣﺸﻲ ﻣﻊ ﺍﻟﺨﻠﻴﻞ ﺑﻦ ﺃﺣﻤﺪ ﻓﺎﻧﻘﻄﻊ ﻧﻌﻠﻲ، ﻓﻤﺸﻴﺖ ﺣﺎﻓﻴﺎ، ﻓﺨﻠﻊ ﻧﻌﻠﻴﻪ ﻭﺣﻤﻠﻬﺎ ﻳﻤﺸﻲ ﻣﻌﻲ، ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ: ﻣﺎﺫﺍ ﺗﺼﻨﻊ؟ فقال: ﺃﻭﺍﺳﻴﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻔﺎﺀ إنما ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻮﻥ ﺇﺧﻮﺓ)، ﻫﻞ ﻟﻚ ﺃﻥ ﺗﺠﺪ ﺻﺪﺍﻗﺔ ﻛﺘﻠﻚ؟) . ﺷﺎﺏ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﺯﻓﺎﻓﻪ ﺗﺮﻙ ﺑﺎﻗﺔ ﻭﺭﺩ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﺍﺵ ﺃﻣﻪ ﻛﺘﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ /ستظلﻴﻦ ﺍﻷ‌ﻧﺜﻰ ﺍﻷ‌ﺟﻤﻞ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻲ/ سئلت ﺃﻡ: ﻣﻦ ﺗﺤﺒﻴﻦ ﻣﻦ ﺃﻭﻻ‌ﺩﻙ؟ ﻓﻘﺎﻟﺖ: ﻣﺮﻳﻀﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﻳﺸﻔﻰ، ﻭﻏﺎﺋﺒﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﻳﻌﻮﺩ، ﻭﺻﻐﻴﺮﻫﻢ ﺣﺘﻰ ﻳﻜﺒﺮ، ﻭﺟﻤﻴﻌﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﺃﻣﻮﺕ! ﺳﺌﻞ ﺍﺛﻨﺎﻥ ﻋﻦ ﺳﺒﺐ ﺍﻟﺘﺄﺧﻴﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺣﺪﻫﻢ: ﺍﻧﺸﻐﻠﺖ ﻣﻊ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﺓ ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻵ‌ﺧﺮ: ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﺓ ﺃﺷﻐﻠﺘﻨﻲ! ﻗﻤﺔ ﺍﻷ‌ﺩﺏ .. ﻭﻗﻠﺔ ﺍﻷ‌ﺩﺏ! ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺮﺗﻔﻊ؛ ﺳﻴﻌﺮﻑ ﺃﺻﺪﻗﺎﺅﻙ ﻣﻦ ﺃﻧﺖ ﻟﻜﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺴﻘﻂ؛ ﺳﺘﻌﺮﻑ ﻣﻦ ﻫﻢ ﺃﺻﺪﻗﺎؤﻙ!، بعض ﺍﻷ‌ﺣﻴﺎﻥ ﻋﻠﻴﻚ ﺃﻥ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮ ﻟﺸﺨﺺ ﻻ‌ ﻳﻬﺘﻢ ﻟﻤﺎ ﺗﻘﻮﻟﻪ، ﻓﻜﺜﻴﺮ ﻣﻨﺎ ﻻ‌ ﻳﻨﺘﺒﻪ ﻟﺼﻮﺕ ﺍﻟﻤﻜﻴﻒ ﻓﻲ ﻏﺮﻓﺘﻪ / ﺇﻻ‌ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻳﻨﻄﻔئ/ ﺇﺫا ﻛﺎﻥ ﻟﺪﻳﻚ ﺷﺨﺺ ﺗﺘﺸﺎﺟﺮ ﻣﻌﻪ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﺗﺄﻛﺪ ﺄﻧﻚ ﻻ‌ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻻ‌ﺳﺘﻐﻨﺎﺀ ﻋﻨﻪ، ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺍﻟﻤﺘﺨﺎﺻﻤﻮﻥ ﻳﺮﻓﻌﻮﻥ ﺃﺻﻮﺍﺗﻬﻢ ﻭﻳﺼﺮﺧﻮﻥ ﻓﻲ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻭﻫﻢ ﻗﺮﻳﺒوﻦ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ؟ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ: ﻫﻮ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﺍﺑﺘﻌﺪﺕ ﻓﻴﺤﺘﺎﺟﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﺮﺍﺥ ﻹ‌ﻳﺼﺎﻝ ﺃﺻﻮﺍﺗﻬﻢ ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺘﺤﺎﺑﻴﻦ ﺗﺠﺪﻫﻢ ﻳﻬﻤﺴﻮﻥ ﺃﻭ ﺗﻜﻔﻴﻬﻢ ﺍﻟﻨﻈﺮﺍﺕ ﻷ‌ﻥ /ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻤﻊ/ ﺃﻧﺖ ﻣﻦ ﺗﺤﺪﺩ ﻗﻴﻤﺔ ﻧﻔﺴﻚ، ﻓﻼ‌ ﺗﺼﻐﺮ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻚ ﺣﻴﻦ ﺗﺮﻯ ﻓﺨﺎﻣﺔ ﺍﻵ‌ﺧﺮﻳﻦ، ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺗﻘﺎﺱ ﺑﺎﻷ‌ﻭﺯﺍﻥ ﻟﻜﺎﻧﺖ ﺍﻟﺼﺨﻮﺭ ﺃﻏﻠﻰ ﻣﻦ ﺍﻷ‌ﻟﻤﺎﺱ!، ﻣﻦ ﻻ‌ ﻳﻌﺮﻑ ﻗﻴﻤﺘﻚ ﻭﺃﻧﺖ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ﺳﻴﻨﺪﻡ ﻋﻠﻰ ﺧﺴﺎﺭﺗﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻻ‌ ﻳﺮﺍﻙ ﺃﻣﺎﻣه لﻛﻦ ﻣﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺪﺭﻙ/. ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻷ‌ﺩﺏ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﺋﺒﻴﻦ ﺷﻴﺌﺎ ﻟﻢ ﺗﺠﺮﺅ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻟﻪ ﻭﻫﻢ ﺣﺎﺿﺮﻭﻥ، ﺍﻟﺴﻤﻜﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻐﻠﻖ ﻓﻤﻬﺎ ﻟﻦ ﻳﺼﻴﺪﻫﺎ ﺃﺣﺪ ﻓﺄﻏﻠﻖ ﻓﻤﻚ ﻷ‌ﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻳﺘﻤﻨﻰ ﺃﻥ ﻳﺘﺼﻴﺪ ﺃﺧﻄﺎﺀﻙ. ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺨﺸﺐ ﻟﻠﻤﺴﻤﺎﺭ: ﺟﺮﺣﺘﻨﻲ! ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻤﺴﻤﺎﺭ: ﻟﻮ ﺗﻌﻠﻢ ﺣﺠﻢ ﺍﻟﻀﺮﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻮﻕ ﺭﺃﺳﻲ ﻟﻌﺬﺭﺗﻨﻲ! ﺩﺍﺋﻤﺎ ﺃﺣﺴﻦ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻷ‌ﻧﻚ ﻻ‌ ﺗﻌﺮﻑ ﻇﺮﻭﻓﻬﻢ .. ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺒﻮﺡ ﻟﻚ ﺷﺨﺺ ﻓﺎﺳﺘﻤﻊ ﺇﻟﻴﻪ ﺟﻴﺪﺍ، ﻓﻬﻮ ﺍﺧﺘﺎﺭﻙ ﺃﻧﺖ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻓﻼ‌ ﺗﺨﺬﻟﻪ ، ﺳﺌﻞ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ: ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺗﺬﻫﺐ إﻟى اﻠﻤﺴﺠﺪ ﻗﺒﻞ ﺍﻷ‌ﺫﺍﻥ؟ ﻗﺎﻝ: ﺍﻷ‌ﺫﺍﻥ ﻟﺘﻨﺒﻴﻪ ﺍﻟﻐﺎﻓﻠﻴﻦ، ﻭﺃﺭﺟﻮ ﺃﻥ ﻻ‌ ﺃﻛﻮﻥ ﻣﻨﻬﻢ! ﻋﺒﺎﺭﺍﺗﻨﺎ ﻟﻬﺎ ﺃﺛﺮ ﻛﺒﻴﺮ .. فكن ﻛﺎﻟﺸﻤﺲ ﻭﺍﺿﺤﺎ .. ﺻﺎﺩﻗﺎ .. ﻣﺆﺛﺮﺍ .. ﻧﻘﻴﺎ .. ﻭﻣﺒﺎﺩﺭﺍ! وسلامتكم