29 أكتوبر 2025

تسجيل

معاداة الإسلام طريقهم للبيت الأبيض

22 سبتمبر 2015

لم يذكر على المطلق في أي وقت من تاريخ البيت الأبيض أن رئيسا أمريكيا أو مرشحا للرئاسة تفوه بكلمة ضد الأديان أو المعتقدات الدينية أو الإثنية حتى الوثنية منها إلا دين واحد هو الإسلام أو شعب واحد هم العرب، ولم يثبت في ماتوثق عن كافة الرؤوساء وحتى الزعامات الأمريكية إن أخطأ واحد منهم بغير قصد وانتقد اليهود أو اليهودية أو إسرائيل،أو فئة معينة من أتباع الديانة المسيحية، وإلا كان الويل له والثبور، فلماذا يعتمد كل أولئك ذلك النهج في الترويج لأنفسهم لكسب أصوات الشارع الأمريكي عن طريق الغمز من قناة الإسلام أو رمي التهم على بعض المسلمين والتشكيك بإنسانيتهم، كما حدث مؤخرا مع المرشح للرئاسة الأمريكية الميلياردير "دونالد ترامب" المشهور بصلافته وفجاجته وبتعاليه وكأنه طاووس يتبختر أمام الأناثي.ترامب وفي إحدى مقابلاته التلفزيونية المفتوحة وجه انتقادات قاسية إلى المكسيكيين وضد المهاجرين غير الشرعيين، وانتقد الصين أيضا واتهمها بأنها تجر العالم إلى المزيد من الركود الاقتصادي بعدما نافست الولايات المتحدة، ولكن كل ذلك كان من باب المناورة السياسية الاقتصادية، والتفكير بصوت عال لما سيفعله لو كان رئيسا من خلال إصلاح أو تغيير قوانين الهجرة والمنافسة التجارية، بيد أنه يرى في الإسلام صفة مهينة، حيث غمز من الرئيس الأمريكي باراك أوباما واتهمه بأنه مسلم ومن هنا انطلق في انتقاده، ما يفضح الوجه العنصري للمرشح ترامب، الذي يسير بقوة نحو سلم الرئاسة الأمريكية.الرئيس أوباما نفسه لم يسلم من "تهمة الإسلام"، وكأن الإسلام سبة أو عار على البشرية، في المقابل لا يجرؤ أحد منهم على المساس بأي يهودي فاسد حتى ولو بشكل منفرد، فهم منقادون للحبل الصهيوني اليهودي الذي يلتف حول أعناقهم في البيت الأبيض والكونغرس وغيرها من المرابع السياسية الأمريكية، وأوباما أضطر إلى نشر صورة شهادة ميلاده ليعلن براءته من الإسلام ونسب والده وأجداده، ذلك أن كثير من الخصوم كانوا يتهمونه، حتى أن امرأة أمريكية نشرت ادعائها بأن أوباما هو عربي، ولكن ترامب شكك كثيرا بمسيحية أوباما.ترامب وفي مناظرة أخرى له الأسبوع الماضي جارى أحد مؤيديه الذين كانوا يناقشونه،حين قال إن المسلمين يمثلون مشكلة للولايات المتحدة، مضيفا أن باراك أوباما مسلم وليس أمريكيا، فلم يعترض ترامب على كلامه وفكرته،لكنه أجاب بلغة الراضي عن السؤال: "سنهتم بكثير من الأمور المختلفة. كثيرون من الناس يقولون ذلك، كثيرون من الناس يقولون إن أمورا سيئة تجرى هناك"،.. ونحن نسأل ماذا يقول الكثير من الناس هناك،هل يقولون إن المسلمين يمثلون مشكلة؟ إذا لماذا لا يسأل أحد منهم: لماذا دمرت الولايات المتحدة بجيوشها كثيرا من البلاد الإسلامية وقتلت مئات الآلاف منهم على أرضهم، من إفغانستان ثم العراق والسودان والصومال وليبيا، بينما لا تشكل الحوادث التي تسبب بها المسلمون داخل الولايات المتحدة جزءا بسيطا من العشر في المائة من الجرائم التي تقع في المدن الأميركية وبين العصابات. المرشح للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب، شاهدته منذ سنوات في عدد من البرامج التلفزيونية لصناعة المواهب كجزء من عمله، والحقيقة أنه يتحدث بجلافة ولا يراعي التأدب والتلطف مع الآخرين، فهو كالطفل الوقح، وهو في سباق منافسته للبيت الأبيض يكشف الوجه القبيح للإدارات الأمريكية التي تضع القضايا العربية والإسلامية في ذيل اهتمامتها، ولا ترى في العالم العربي سوى خزان وقود تاريخي يمكن الإستغناء عنه عما قريب، وسوق سهل لصناعات الأسلحة والطيران التي تدر مليارات الدولارات للشركات الأمريكية، وهم بذلك يغررون بالرأي العام الأمريكي والشعب البسيط، ويشوهون صورة العرب والمسلمين من خلال بضع كلمات عنصرية. إن قضية ركوب موجة معاداة الإسلام واستخدامه كفزاعة يستعرض فيها المرشحون أو السياسييون أصحاب الفكر اليميني المتطرف، لم تعد مسألة ثانوية أو بسيطة، فهذا يدلل على مدى استغلال الرأي العام الأمريكي واستغفاله، كي يبقى شبح الإرهاب سيفا مصلتا على رقاب الشعوب، وإبقاء المسلمين كعدو محتمل ودائم، وهذا يرضي كثيرا جماعات الضغط اليمينية والصهيونية والقيادات اليهودية داخل الولايات المتحدة، الذين يجبرون أي رئيس أو مرشح للرئاسة بإعلان ضمانات حماية دولة إسرائيل وأمنها واستمرار الدعم لها، كورقة رابحة في يد من يتفوق بالنفاق لإسرائيل واليهود ويكافح ما يسمى معاداة السامية اليهودية أو يشكك بالمحرقة"الهولوكوست"، وكل ذلك على حساب القضايا العربية والإسلامية، التي لا تلقى من يدافع عنها أو ينتصر لها من شعوب وحكام.