15 سبتمبر 2025

تسجيل

أحلامنا مستقبلنا

22 سبتمبر 2014

لاشك أننا نغفل عن جانب الأحلام في حياتنا وهي تلك القصص التي نشاهدها ونحياها في منامنا فهي رسائل ودلالات يخبرنا الله بها عن أمور لا نعلمها فلم يجعل الله الأحلام عبثاً في حياتنا فهي من الأحاديث التي لابد أن نعرف كيف نفهمها جيداً.وفي قصة يوسف التي بدأت برؤية في المنام يقصها طفل على أبيه حملت دلالات مستقبل ينتظر نبي الله يوسف وكيف كانت رؤية السجينين اللذان كانا مع يوسف ورؤية الملك جميعها تحكي مستقبلاً ولعل تفسير الأحلام هي نعمة من الله يهبها لمن يشاء وهي من الحكمة (وكذلك يجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الأحاديث ويتم نعمته عليك).ومن هنا لابد أن نؤمن بحقيقة الرؤية التي قال عنها نبينا محمد (لم يبق بعدي من النبوة إلا الرؤية الصالحة) ولعل الرؤيا الصالحة إنما يراها المؤمن أو ترى له ويعقوب عليه السلام كانت أول نصيحة لابنه يوسف أن لا يقص الرؤية على إخوته فتكون سبباً لكيدهم وهو يعلم ما يحملوه في قلوبهم على يوسف لذا كان لزاماً علينا أن نحتفظ بكل رؤيا ولا نقصها إلا على من نحب وأن لا يفسرها إلا عالم بعلم التفسير والأحاديث وهي ملكة وعلم وهبة ونعمة من الله.ولعلي شخصياً أقف كثيراً عند تلك الرؤى وأعمل جاهداً على تفسيرها بنفسي بعيداً عن الآخرين فيوسف عليه السلام فسرها بنفسه ولم يحملها لأحد غيره وللأسف في زمننا هذا كثر المفسرون بعلم وبدون علم رغم أن في تفسيرها خطورة إذا ما علمنا أن وقوعها يقف على تفسيرها ومع هذا ليست من علم الغيب فيوسف عليه السلام عندما فسر رؤية السجينين قال (وقال للذي ظن أنه ناج أذكرني عند ربك) فهو رغم تفسيره لرؤيته لم يكن متأكداً من نجاته حسب تفسيره للرؤية فهو كان يظن أنه ناج كما أنها من الفتوى التي لابد أن نتقي الله فيها (قضي الأمر الذي فيه تستفتيان) (أفتنا في سبع بقرات) (أفتوني في رؤياي) فهناك للأسف من يفسر الأحلام من باب المزاح أو من يقصها بلا مبالاة وهذا من الخطأ ومن الجهل بأهمية ما نشاهده في أحلامنا فلا يجوز تفسير الرؤية من غير علم.وعلينا أن نؤمن اليوم أن الروح تخرج من الجسد في منامنا وتشاهد أحداث الحياة وجميعنا تمر علينا مشاهد في حياتنا سبق وأن شاهدناها ولا كننا لا نعلم متى وكيف وهي من رحمة الله علينا ففيها تبشير بخير أو إنذار عن شر قد يقع وعلى كل منا أن يتنبه لتلك الأحلام فهي ليست عبثاً بل هي رسائل لابد من الانتباه لها وما أختم به في هذا الجانب أن علينا أن نحرص دائماً أن لا ننام إلا على طهارة متى ما أردنا الرؤية الصالحة.