30 أكتوبر 2025

تسجيل

احتساب وقت الوصول للعمل

22 أغسطس 2021

أصدرت محكمة العدل الأوروبيه قراراً يعتبر الوقت الذي يقضيه الفرد في بداية اليوم للذهاب للعمل وفي عودته للمنزل بعد انتهاء الدوام ضمن ساعات العمل الرسمية. وكان لهذا الحكم أثره الكبير خصوصا في الخليج، فوجدنا من يطالب بتطبيق هذا القرار للعمال والموظفين بالخليج لما يقضونه من وقت للوصول لعملهم، خصوصا أنهم يتحركون في وقت الذروة في الذهاب والإياب. وبدأت أفكر في أحقية ذلك من ناحية وإمكانية تحقيقه من ناحية أخرى، بالنسبة للأحقية هل يستحق الموظف الذي يقضي الوقت متجها لعمله احتساب هذا الوقت؟ وهل سيكون لهذا القرار تخفيف لما يعانيه من ضغط للأعصاب نتيجة رغبة الموظف في الوصول للعمل في الوقت المناسب بدون أي تأخير؟ هل سيكون لهذا القرار أثر إيجابي للموظف وللعمل؟ وبالنسبة لطريقة التطبيق، كيف سيتم تطبيق هذا القرار؟ هل سيكون بناء على مكان السكن واحتساب المدة التقريبية التي يستغرقها الفرد في وقت الذروة؟ إنني أجد أن مثل هذه القرارات تصب في مصلحة العمل والموظف، فمن ناحية يحس الموظف باهتمام جهة عمله له وتقديرهم لما يحتاجه من وقت للوصول لعمله، ومن جهة أخرى يخف توتره الحاصل بسبب الخوف من التأخير والذي يؤثر على أعصابه ومزاجه منذ بداية اليوم، من ناحية أخرى نجد مثل هذه القرارات تسد الباب على المسؤولين المتصيدين والذين يتصيدون على الموظف الأخطاء ولا يرون إلا التقصير ولا يلتفتون لإنجازات الموظف وشعوره بالمسؤولية، إن قصر، ومحاولته للتعويض عن أي قصور خصوصا التأخر عن العمل. إننا نجد أن الموظفين يأتون من جهات مختلفة في أنحاء البلاد، فمثلا إن كانت جهة العمل في الوسيل، فهناك من يسكن في الدفنة وهناك من يسكن في الوكرة والاثنان غير متكافئين من عدة نواحٍ، فالوقت الذي يستغرقه الاثنان لا يكون متكافئا وكذلك الضغط الذي يعاني منه الاثنان للوصول للعمل وقد يكون الموظف الذي يسكن في الدفنة ملتزما في نظر مرؤوسيه أكثر من الذي يسكن في الوكرة لأنه لا يتأخر أبدا ! وهنا نجد أن ساكن الوكرة يشعر بالظلم والغبن لأنه يستيقظ في وقت أبكر من الآخر ويخرج من بيته ليبدأ مشوار الوصول لعمله قبل ساكن الدفنة ومع ذلك قد يتسبب عطل في الحركة المرورية في التأخير وهذا ممكن الحصول بسهولة في الأماكن الأبعد عنها في الأقرب لطول المسافة، وكذلك ما يصرفه ساكن الوكرة في بند الوقود أكثر بكثير من ساكن الدفنة. إنني أجد الموضوع جديراً بالاهتمام والنقاش وفي النهاية الهدف هو الارتقاء بالعمل ولن يتم ذلك سوى بالموظفين ودراسة الأوضاع العامة والمشاكل وتحليلها ودراسة حلول لها. [email protected]