25 أكتوبر 2025

تسجيل

الترغيب السلوكي

22 أغسطس 2018

أرادت شركة الكهرباء في مدينة صيدا اللبنانية ترغيب الناس وتحفيزهم على دفع فواتير الكهرباء للمحصلين في وقتها المحدد بدون تأخير، فقامت بتجربة بالتعاون مع أحد المؤسسات البحثية. فقسمت الناس لثلاثة مجموعات:  1.    مجموعة تتلقى الفاتورة وقد كتب عليها: "إن دفعك لقيمة الفاتورة للمحصل سيوفر عليك عناء الذهاب بنفسك لمكتب تحصيل الرسوم، وفي حال تأخرك، فإن ذلك سيترتب عليه دفع غرامات إضافية". 2.    مجموعة تتلقى الفاتورة وقد كتب عليها: "أكثر من 90 في المئة من سكان منطقتك يسددون فواتيرهم في الوقت المحدد، فهل ستكون جزءاً من هذه المجموعة؟". 3.    مجموعة تتلقى الفاتورة وقد كتب عليها: "إنّ بلدك تحتاج إليك، فكن مواطناً صالحاً وسدد فاتورة الكهرباء المستحقة في الوقت المحدد". الملفت أن سلوك الناس لدفع الفواتير في الوقت المحدد قد تحسن بنسب 4% ، 13% ، 15% على التوالي. أي أن المجموعة التي تم ترغيبها عن طريق تذكيرها بالواجب الوطني كان لها الأثر الأكبر. يسمى هذا الأمر في الاقتصاد السلوكي بـ "الوكز Nudging"، وهو دفع الناس وترغيبهم للقيام بأمر ما عن طريق دفعهم بطريقة بسيطة وغير مكلفة في اتجاه معين. إحدى الشركات أرادت جعل موظفي إدارة الموارد البشرية أن يتعاونوا بشكل أكبر ويزيلوا الحواجز النفسية مع موظفي الإدارة المالية. فقامت الشركة بوضع براد الماء في المنتصف بين الإدارتين. وكلما توجه موظف لبراد الماء، فسيقابل موظفين من الإدارة الأخرى، وسيتبادلون الأحاديث الودية أثناء شرب الماء، مما سهل العمل كثيراً بين الإدارتين. يستطيع القادة في مكان العمل أن يدفعوا الموظفين للمزيد من الإنتاجية عن طريق "وكزهم" باتجاه معين بأفكار عملية بسيطة تؤثر على سلوك الموظفين وتدفعها باتجاه معين.