13 سبتمبر 2025

تسجيل

دخيل الله.. ابتسامة لأجل الوطن

22 أغسطس 2013

صورة ذهنية جميلة لم أنسها ولن تمحى من ذاكرتي رغم بساطتها..لكن مدلولاتها عظيمة بالنسبة لي؟!..فبينما كنت في مطار بيروت - تلك المدينة التي لم أزرها منذ العام 1970 وها أنا أزورها أواخر 2012 - وكنت أبحث عن مكان معين داخل أروقة المطار فإذا بي أسأل أحد العاملين وصدف انه كان عسكريا.. فقابلني بابتسامة جميلة ووجه طلق بشوش وأصر أن يأخذني بنفسه الى المكان المنشود..فلما شكرته رد بابتسامة عريضة " ولو هيدا واجبنا ". تخيلوا بأني مازلت أرى تلك الابتسامة.. فقد تركت انطباعا جميلا في نفسي بل وعززت الصورة الذهنية الايجابية لكافة أهل لبنان الأصيل برغم آهاته وآلامه على اكثر من صعيد... وفي المقابل.. صورة ذهنية اخرى ولكن ابطالها من قطر وتحديدا من مطارها الدولي.. حيث كنت عائدا مع بزوغ الفجر والمطار مرتاح و"رايق" يشهد الله بأني لم أر ابتسامة أو حتى نصف ابتسامة..ولا كلمة ترحيب من موظفي المطار "أبد ناشفة"!! وعند جهاز كشف الحقائب قبل الخروج من صالة القادمين فإذا بي أرى المسؤولة عن مراقبة الجهاز ووجها به همّ الدنيا والآخرة (وبوزها شبرين) مع ان من صباح الله خير ماشاء الله المكياج طابقين!. فسلمت لوجه الله وأنا أرفع حقيبتي من على الجهاز..ولا حياة لمن تنادي.. كأن بيني وبينها "ثأر لا سمح الله" مع اني والله ما أعرفها!! فأي انطباع هذا الذي سنتركه للضيف القادم عن قطر وأهلها؟؟ إن الرسول صلى الله عليه وسلم علمنا بأن في الابتسامة صدقة وفي الكلمة الطيبة حسنة..وفي خدمة الناس أجرا عظيما.. وتحليل الراتب خير وبركة!...حقيقة لا يجب الاستهانة في موضوع الابتسامة والترحيب فإن لها مدلولات كبيرة..فإذا كانت الدولة مهتمة ببناء واحد من أكبر وأرقى مطارات العالم..وموظفيها بهذه الاخلاقيات والنفخة والنفسية فهذه مشكلة.. والمثل يقول الناس بنفوسها مش ببيوتها! نصيحتي لادارة المطار.. ضرورة انتقاء الاشخاص من ذوي النفوس الطيبة والعقلية المرنة والمواصفات الاجتماعية والتركيز على الدورات التدريبية وخاصة في مجالات العلاقات العامة وباستمرار.. ومراقبة سلوكيات وتصرفات موظفيها.. فإننا نتكلم هنا عن سمعة بلد. وكلي أمل أن يعي الموظفون لذلك وأن يستشعروا دورهم الهام في ترك انطباع ايجابي عند ضيوفنا عن قطر والقطريين الذين هم رمز الطيبة والمحبة بشهادة الجميع..وأنهم واجهة البلد الأولى..وأن الابتسامة والكلمة الطيبة سوف ترفعان قدرهم وقدر بلادهم. ولنتعلم الابتسامة..لأنها فضيلة.