11 سبتمبر 2025
تسجيلغريب ما يحدث بيننا شاشات التلفاز أصبحت كل يوم حمراء تخرج منها صرخات الثكالى واليتامى ألما وحسرة وجوعا وعطشا، نساء يستنجدن من حولهم لإنقاذ أطفالهن ورجال خارت قواهم وهم يرون تلك الأشلاء حولهم وذلك الدمار يغطى كل شيء بعد أن كانت هناك بيوت آمنة وضحكات الأطفال تجلجل فيها وأمهات يخبزن خبز التنور الحار مع مناقيش الزعتر والزيتون، فأصبح كل ذلك حلما قد يطول تحقيقه. كل صباح نستقبل بدل زقزقة العصافير وصياح الديك صراخا وعويلا ودماء تنزف وأصوات سيارات الإسعاف تنقل المصابين والشهداء ومذبحة تشهدها غزة ومدن أخرى حولها كانت آمنة مطمئنة بعد قصف من عدو غاشم تحجر قلبه وماتت كل أحاسيس الإنسانية فيه ! أصبحنا نتسمر أمام الشاشة وكأننا نشاهد فيلما تتجسد فيها مناظر الرعب والخوف والألم وكلمات الأمهات وهي تخرج من حناجرهن ( آه آه يمة) نساء لبسن خمارهن استعدادا للشهادة وأطفال كتبوا أسماءهم على أيديهم ليعرفوا بعد موتهم واستشهادهم. كل ذلك يحدث لإخواننا عاشوا وما زالوا يعيشون مأساة الظلم والاحتلال الغاشم والقهر من سنين طويلة، والبعض منا في حفلات ومهرجانات لأغان يرددها مطربون وضعوا نصب أعينهم الربح السريع المريح وتلقتهم أجهزة وشركات تنتفع من ورائهم بأناس تحب الطرب وتهوى الغناء ويشتد بها كل ذلك ليبدأ الرقص وتترنح طربا، شبابا ذكورا وإناثا نسوا حظا مما ذكروا به من تعاليم الدين ومبادىء الأخلاق ليقضوا ساعات من الغفلة والبعد عن كل ما تشهده ساحات القتال في غزة وما حولها. وقد نتساءل ويتساءل معنا البعض لماذا لا نترك هذه الحفلات والمهرجانات لبعد النصر ونضع قيمتها لتكون سندا لمن يعيشون معاناة الحرب وويلاتها ألما وقهرا رغم سعادة الشهادة وترقب الأمل بالنصر. ونعتقد جازمين أن الغالبية من الناس ترفض هذه التفاهات في زمن القهر وتستنكرها، بل البعض لا يترك شاشات التلفاز ويتألم مع المصابين ويبكى على الشهداء ويلج لسانه بالدعاء لهم، فالمصاب كبير ولكن النصر قريب إن شاء الله، وسوف نحتفل ونقيم المهرجانات والحفلات ونشارك فيها احتفالا بالنصر على العدو الذي تجبر وطغى. لنوقف إقامة الحفلات وسماع الأغاني التي قد تسىء أكثر مما تنفع ونكون قلبا وقالبا مع أخوة لنا يواجهون عدوا مجرما تقف وراءه عصابات أكثر منه إجراما، تريد أن تقضى على كل ما يمت للإسلام بصلة وتدمر كل ما هو عربي ومسلم. ولماذا لا نسخر تلك الحفلات للدعم والمساندة وأناشيد التشجيع وتعزيز الصمود وبث روح المقاومة في النفوس والحث على مزيد من التبرعات كما كان يحدث في الماضي وقت الحروب والأزمات ولنكن قلبا واحداً ويدا واحدة مع إخواننا في غزة وفي فلسطين المحتلة كلها.