19 سبتمبر 2025

تسجيل

الوعي الخام

22 يوليو 2020

عندما تضع أهدافاً لا يصلها الوعي السائد فإنك تزرع في البحر، قد تصطنع هذه الأهداف وتصبح حقيقة إلا أنها فوق الوعي أو أن يأتي عليها الوعي ويصبغها بصبغته الغالبة فلا تنتشله إلى فوق وإنما يسحب بها هو إلى أسفل. الوعي السائد في مجتمعاتنا في أحسن حالاته هو وعي القبيلة والعائلة والقرابة المتصلة ممزوجاً بوعي ديني مصاحب له في الاتجاه والهدف؛ الأقرب ثم الأقرب ثم الأقرب، بمعنى أنه وعي بالعلاقة الدموية، فيبدو الأمر وكأنه تجيير للدين لصالح هذه العلاقة الدموية القرابية بحكم تجذر القبيلة والعائلة "والطائفة " على حساب الفهم الإسلامي المدني الكبير الذي يتطلع إلى مسلم كوني. العمل الرسمي الروتيني لا يرقى بالوعي الشعبي، المراسيم الديمقراطية لا تصل إليه. الوعي الشعبي حصيلة زمن طويل من الممارسة في ظل أنساق اجتماعية مغلقة، ربما ليست قطر فقط بل هو إشكالية تعاني منها جميع مجتمعاتنا العربية خصوصا في هذا الوقت وهو عودة النسق المغلق نتيجة عدم تغير الوعي ذاته، قطر مقدمة على انتخابات والوعي الشعبي على أشده والأنساق المغلقة تزداد انغلاقاً كلما اقترب الوقت وهو أمر طبيعي، لعدم قيام ممارسة حقيقية داخل ثنايا هذا الوعي المجتمعي، وإنما تم الاكتفاء عن ذلك بإجراءات الديمقراطية من تحديد للانتخابات وما إلى ذلك. يسألني من ستنتخب قلت له: القريب ثم الأقرب، لا يمكن خيانة أو التنكر لوعي سائد يقوم عليه المجتمع، ويرتب أوراقه ويحسب من خلاله خسارته وربحه. الوعي الآخر المدرسي موجود إلا أنه غير فاعل، يبقى في الذاكرة لا في الممارسة، لأنه وعي بمراسيم وقوانين وإجراءات ليوم الاختبار والامتحان السنوي. لم تصل بعد إلى النسيج الاجتماعي للمجتمع، لكي يتحقق ذلك يحتاج المجتمع إلى فاعلين اجتماعيين وإلى انفتاح تحضيري، فاعلين من المجتمع ذاته يؤدون أدوارهم في داخل الأوساط الاجتماعية وإلى انفتاح تحضيري تساعد السلطة على إيجاده. [email protected]