23 سبتمبر 2025

تسجيل

النجاح المُبْهر والتحديّات القادمة

22 يوليو 2018

إنّه فخر ليس لقطر و للخليج فحسب إنما للدول العربية جمعاء ، كما أنه ليس حدثا غريبا بالنسبة لدولة قطر التي أرست خططها على أرضية صلبة في استضافة أي محفل أو مشروع ،وفِي أي مجال ، من خلال التزامها ووعودها وتطبيقها لأعلى معايير الجودة والشفافية ، حين تكون طرفا فيها ، لذلك كسبت ثقة العالم في القدرة على التنظيم والنجاح ،كما هو نجاحها لبطولة آسياد المبهر عام 2006 في حسن التنظيم وجودته ، الغريب أن يتحقق هذا النجاح في ظروف سياسية مجحفة تمر فيها دولة قطر من قبل دول الحصار الأربع التي حاولت بأموالها ودسائسها وحقدها التدخل الشنيع في دحض أي نجاحات تحققها قطر قبل الحصار ، فالتحديات القاسية التي مرّت وتمر بها قطر الآن واخترقتها وكأنها تصارع الأمواج يدفعها على الإصرار والعزيمة والإرادة وتحقيق النجاح ، وكما قال غاندي : " القوة لا تأتي من المقدرة الجسدية ،إنما تأتي من الإرادة التي لا تقهر ". هكذا شقت قطر طريقها بكل تحدّ وتجاوزت كل من كان يريد إفشال خططها ومشاركتها عالميا في أي مشروع يسند إليها . …. لذلك نجحت قطر في استضافة المشروع الرياضي مونديال2022 حين تم الإعلان عنه عام 2010 فكان هو التحدّي الذي قهر كل المؤثرات والاتهامات والعراقيل الخارجية التي وضعت لإفشال تلك الاستضافة للمونديال والذي كان هو السبب في الحصار ،، نزل هذا النجاح على رؤوس الأنظمة في دول الحصار كالصاعقة حرقت معها كل القيم والمبادئ الإنسانية والأخلاقية ولوثوها بسموم ما تحمله أنفسهم من حقد وضغينة على النجاحات التي حققتها قطر في السنوات الأخيرة في جميع المحافل والمشاريع ،فتحركت دسائسهم ومكائدهم، ونسوا قوله تعالى في صفات المؤمنين ﴿ وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ﴾ [الحشر ] ١٩،، بداية اتهام قطر بتمويل الكيانات الإرهابية والتنظيمات المتطرفة وصولا بانتهاكها لحقوق العمالة الأجنبية القائمة على تفعيل المشاريع والمنشآت الرياضية والبنى التحتية ، بعدم توفير بيئة عمل مناسبة لها ، وتدني الأجور وغياب الرعاية الصحية ، والتي دفعت الكثير من الجمعيات الحقوقية الدولية والتنظيمات العمالية لإدانة ممارسات قطر ضدها من أجل تشويه صورة وضع العمال ، وإفشال شرف التنظيم لنهائيات كأس العالم ،، ناهيك عن ما اتهمت به من تقديمها الرشاوى للاتحاد الدولي لكرة القدم " الفيفا ". لانتزاع ملف تنظيم بطولة كأس العالم ، حتى حلّ الحصار الرباعي الجائر الذي أشعل فتيل الحقد والكراهية والحسد مرة أخرى ، وبدأت أنظار تلك الدول تتجه إلى ما حققته قطر من إنجازات ومشاريع وملاعب وبنى تحتية استعداداً لاستضافة المونديال ، ورمت سهامها الحارقة بالأقاويل والاتهامات الملفقة وجنّدت ذبابها الإلكتروني لزيادة حملات التشويه ، وذكرت جريدة " الغارديان " البريطانية بوجود تمويل سعودي إماراتي لمؤتمر عقد في لندن يهدف إلى التشكيك في منح تنظيم كأس العالم 2022 لقطر ، كما هو محاولاتها لضرب الاقتصاد القطري لتقويض المونديال وإفشاله والقضاء على الحلم العربي . …. وبالرغم من ذلك كله جاء الوقت الذي قُضي فيه الأمر ، وحسم الموقف ،وتسلم الأمير الشيخ تميم حفظه الله شعار الاستضافة تاركاً الحُساد والمغرضين وراء ظهره ، بابتسامته وتحدّياته وإنجازاته النابضة بالأمل بنجاح المونديال بصورة مشرفة ووعود صادقة على أرض قطر ، لدحض شكوك من وصف المونديال في قطر بأنه سيكون الأسوأ في تاريخ نهائيات كأس العالم، والإعلان عن الثقة في تحمل تنظيم البطولة على أكمل وجه لإبهار العالم بما يمكن أن يحققه هذا المونديال من نجاحات . …. لقد كانت فرحة كبيرة على مستوى المنطقة أن تستضيف دولة عربية حدثا بهذا الحجم رغم التحديات ، وستكون بثوب مختلف ، وبصورة مختلفة ، وبطولة مختلفة ،، فالخبرات التي اكتسبتها دولة قطر بأبنائها ستنتج ثمارها بإذن الله ، والعدّ التنازلي قد بدأ وبدأت معه الرحلة من الاستعدادات مع إنشاء الملاعب المبتكرة في تصميمها ،.و تنفيذ مشاريع البنى التحتية ، مثل الريل والجسور والأنفاق ومطار الدوحة وتوسعته ،كجزء من خطة 2030 ، ومازالت المسيرة قائمة ومستمرة تتطلب جهود أبناء قطر الذين رسموا بصمة من الإخلاص والوحدة والوفاء والتحدي في مواجهة الحصار ، فكل الإنجازات ما كانت تتحقق لولا تكاتف الشعب القطري حول قيادته في مسيرة البناء والتطوير ومواجهة التحديات في جميع مستوياتها ، وهذا يدل على أن التنمية والتطوير لم يتوقفا حتى تحقيق رؤية 2030 وأن استضافة مونديال 2022. ما هي إلا محطة من محطات هذه الرؤية ، فالمسؤولية كبيرة يجب تجاوزها ، وعلينا العمل بأخلاقنا وسلوكنا ومبادئنا قبل أقوالنا لإنجاح المشروع الرياضي العالمي الكبير مونديال 2022 .