16 سبتمبر 2025
تسجيلأصبحت مواقع اليوتيوب "you tube" بمثابة خزانة مركزية ضخمة للمواد التلفزيونية العالمية، مفتوحة ومتاحة أمام الجميع لاستخدام محتوياتها بغير حدود، وأصبحت هذه المواقع تُحمل كل دقيقة بنحو 60 ساعة من المواد التلفزيونية "أي حوالي عشر سنوات من مواد الفيديو كل يوم"، وأثبت الواقع العملي أن ما يتم تحميله من مواد الفيديو على مواقع اليوتيوب في شهر واحد يزيد عما بثته أكبر ثلاث شبكات تلفزيونية أمريكية خلال الستين عاماً الأخيرة.ويبلغ عدد زوار موقع اليوتيوب أكثر من 800 مليون مستخدم، يشاهدون شهرياً حوالي ثلاثة مليارات ساعة فيديو، إلا أن ذلك لم يمنع البعض من التشكيك في قدرة الإنترنت على تحمل كل هذه الأشرطة والمواد التلفزيونية التي لا تتوقف عند حد معين، وأكدوا على أن اليوتيوب سوف ترتكب الكثير من الخروقات التي ستُعرضها لا محالة للمساءلة القانونية نتيجة لعرضها الكثير من هذه الأشرطة والمواد، إلا أن أيًّا من هذه الشكوك أو الخروقات والمساءلات القانونية لم يتحقق حتى الآن.ويرى بعض الخبراء والمتخصصين في تركز إنتاج الفيديو في خزان واحد كبير أمراً مفيداً لجميع المستخدمين وكذا لشركة جوجل "التي استحوذت على يوتيوب في أكتوبر 2006 مقابل 1.65 مليار دولار"، والتي استردت نقودها المدفوعة عن طريق الإعلانات المصاحبة لحركة شرائط الفيديو التلفزيونية التي تتدفق يومياً على مواقع اليوتيوب.. فيما يرى البعض الآخر وجود صعوبة كبرى في التعرف على مضامين المواد المحملة على المواقع، خاصة في ظل أسلوب البحث التقليدي الذي لا يتلاءم بسهولة في التعامل بإيجابية مع مواقع اليوتيوب.ومن أجل إيجاد حلول عملية لمواجهة هذه العقبة أو الصعوبة السابقة، فقد تمت إعادة بناء مواقع تويتر على شكل حاويات، بحيث تضم كل حاوية منها صنفاً بذاته من مواد الفيديو المحملة أو التي تحمل على مواقع اليوتيوب.وإنني أتصور في القريب العاجل إمكانية تحويل كل حاوية من هذه الحاويات إلى قناة تلفزيونية مستقلة بما يسهل من مهمة المستخدم في تصنيف ورؤية المواد التلفزيونية التي يرغب في مشاهدتها.وإذا كانت مواقع اليوتيوب تستقبل يومياً حوالي مليار نقرة بحث استعلامية، إلا أن عملية البحث عن شرائط الفيديو "كما أسلفنا" تعد أكثر صعوبة عن البحث في صفحات الإنترنت، فالكمبيوتر يتمكن من الوصول إلى الصفحات المطلوبة من خلال الكلمات المكتوبة بها.. إلا أنه لا يستطيع الوصول إلى شرائط الفيديو المصورة التي تصبح بالنسبة له كالصندوق الأسود، لذا فقد استلزم الأمر الإسراع ببلورة فكرة الحاويات التي من شأن تطويرها أن تحول اليوتيوب إلى تلفزيون هائل شديد التنوع، وحينئذ ستكون اليوتيوب منافساً حقيقياً لشركات التلفزيون الكابلي.وهو الأمر الذي بدأ تطبيقه بالفعل، وأصبحت للعديد من القنوات التلفزيونية قنوات موازية على اليوتيوب وتحمل نفس الاسم، تعرض بها أهم برامجها ومسلسلاتها، إلا أنها تتميز بميزة حق دخول المشاهد إليها ومتابعة هذه البرامج والمسلسلات وقتما يرغب ولأي عدد من مرات المشاهدة، بما تحويه هذه الأعمال الفنية من إعلانات مدفوعة ومن ثم تعظيم للإيرادات والأرباح.ويؤكد عدد من الخبراء أن مواقع اليوتيوب تعد بمثابة منصة متطورة للجيل القادم من قنوات التلفزيون، التي بدأت بالفعل في إنتاج بعض من أفلام الفيديو، كما أنها بدأت في احتواء شركات إنتاج الفيديو المغلوبة على أمرها مع شركات التلفزيون الكابلي، والتي رأت في مواقع اليوتيوب أنها بمثابة المنقذ الحقيقي لها ولأعمالها وأنها المكان الذي تمكنها من خلاله ممارسة أنشطتها وفنونها وإبداعاتها بحرية أوسع وقدرة أكبر.هذا وقد ظهرت بالفعل بعض القنوات المتخصصة على اليوتيوب، وقد بلغ عدد المشتركين في إحداها أكثر من 5.3 مليون مشترك، وهو رقم ليس صغيراً إذا ما قارناه بعدد مشتركي قناة التلفزيون الأمريكية الأكبر والأشهر USA الذي لا يزيد على 1.3 مليون مشترك فقط، مما اضطر قنوات التلفزيون الكابلية إلى تطوير ما تقدمه للجمهور من محتوى ومستوى خدمة كي تقوى على منافسة مواقع اليوتيوب شديدة التنوع.هذا ويرى بعض الخبراء والمتخصصين أن مستخدم موقع اليوتيوب لا يمكث به أكثر من 15 دقيقة يومياً في المتوسط في الوقت الذي يمضي فيه مشاهد التلفزيون ثلاث ساعات يومياً في المتوسط في مشاهدته، بما يعني أن التلفزيون ما زال منافساً قوياً لليوتيوب... إلا أن الجميع يتفق على أن اليوتيوب لن يصبح أبداً بديلاً للتلفزيون، حيث إن لها طبيعة خاصة جداً تقوم على الفوضى المحببة التي مازال يفضلها مئات الملايين حول العالم ويضعونها في مكانة أكبر وأهم من التلفزيون التقليدي.