19 سبتمبر 2025

تسجيل

الانتقام من غزة نكاية بحماس

22 يوليو 2014

في ظل ذلك العدوان السافر الغادر الفاجر على غزة وأطفال ونساء غزة، ورغم صور الكارثة التي حلت بالشجاعية ومجزرة منزل أبو جامع والتي لم يسجل التاريخ أبشع منها فإنها مفهومة لأن المجرم هو عدو حاقد، ولكن ما تقتلك هي صور البعض من سفلة العرب ما بين قائد وسياسي وكاتب صحفي وقناة لتعليم السجود للأعداء، فكيف يخرج من بين ظهورنا أناس ليحملوا حركة حماس المسؤولية عن نتائج العدوان البربري الإسرائيلي ويبررون قتل الأطفال والعائلات البريئة واستهداف المستشفيات، ليعطوا نافذة تبرير لأولئك الرهط من مجرمي الحرب في قيادة الجيش الإسرائيلي الذين لا يعرفون أصلا معنى الإنسانية ولا التعايش مع غيرهم من الأجناس. عندما تتجول بين مقالات ما يسمون تجاوزا بكتاب الصحافة العربية البارزين تظن نفسك تقرأ لكتاب على "بورد إسرائيل اليوم ويديعوت احرونوت وجروسالم بوست " لا بل إن كتاب تلك الصحف لديهم موضوعية أكثر من بعض كتاب الصحف العرب الذين رتعوا منذ ردح في حضيض العمالة لمصالحهم، فهم يتواءمون مع المسؤولين الإسرائيليين وبعض المسؤولين العرب في كيل الاتهامات واللوم لحركة المقاومة الإسلامية حماس وتتهمها بأنها جرت الحرب الإسرائيلية القذرة ضد الشعب الفلسطيني، وتسببت في معاناة السكان بسبب رفضها للمبادرة المصرية التي لم يتوقع منها أن تنهي مأساة الحصار المفروض على غزة.ان معسكر الأنظمة الناقمة على جماعة الإخوان المسلمين تحقد على حركة حماس وتتمنى زوالها، فيما يتهم البعض حماس بأنها لا تريد أن يكون الحل عن طريق الرئاسة المصرية، بل إنها تريده عن طريق قطر وتركيا، ورغم تأكيدات قادة حماس انهم لن يتجاوزا القرار المصري، فإن مصر الجديدة برئاستها لا تحفل بما تقوله حماس، فهم يعتبرونها أشد خطرا عليهم من إسرائيل التي هزمتهم في ستة حروب، وهم يعاقبون الشعب الفلسطيني في غزة بالكامل ظنا منهم أنهم يأدبون حماس على مسلكها الخارج عن طاعتهم، وهذه جريمة تتساوى مع جرائم العدو في التراث الأدبي لمن يبحث عن أدب في زمن لم يعد لأنظمتنا العربية أي أدب، هنالك حكاية عن رجل حاول النزول إلى النهر ليغتسل، فانزلقت قدمه وسقط وسط الماء العميق، فبات يجاهد لإنقاذ نفسه من الغرق ويحاول الوصول إلى شاطئ النجاة، فصادف أن مرّ رجل به ورآه على ذيك الحال، فوقف الرجل ليلقي محاضرات في فن النكايات والشماتة والتلويم، وأخذ يلومه لنزوله في النهر وهو لا يعرف السباحة، فما كان من صاحبنا إلا أن رد عليه بجملة مختصرة: يا هذا أنقذني ثم لمنّي!!هذا هو الأصل في الإجراء الطبيعي لو كان هناك بقايا إحساس لدى أنظمتنا وحكوماتنا العربية، وكان الأولى أن يتم اتخاذ موقف موحد لإنقاذ غزة، ثم فتح الأبواب لحركة حماس للنقاش والحوار معها على أسس محترمة وتعامل يرتقي إلى مستوى هذه الحركة المقاومة والتي فازت بالانتخابات الوحيدة النزيهة في محيطنا العربي المهزوز قبل أن تنقلب عليها دنيا العرب، يجب أن لا يعاقب شعب نكاية بحزب سياسي لا يروق لرئيس ما أو دولة ما، وعلى المحيط العربي أن يخرس وأن لا يطلق الاتهامات جزافا ضد المقاومة في غزة التي سدت كل المنافذ أمامها، يجب على الجميع دعمها معنويا وماديا وإنهاء الحرب عليها أولا.ما لا يريد أن يقوله البعض من وزراء الخارجية والناعقين بإسم الحكومات العربية الجبانة أنهم لا يعارضون العدوان الإسرائيلي على غزة، وأي غزة بالضبط، إنها غزة حماس لا غزة الشعب الملتف حول حماس، إن الأشقاء العرب يريدون أن يذبحوا شقيقهم بسكين عدوهم، وكل ما يجري حتىى اليوم، وهذا الصمت المطبق، وهذه الإتهامات بإفشال المبادرة المصرية الفاشلة أصلا هي خلفية لصورة واضحة أنهم يريدون إنهاء وجود حماس بشكل قاطع، مع إنها لا تؤثر عليهم، ولكن هذا ما تريده إسرائيل، فمن المتآمر الحقيقي على غزة ما دام العدو لا يخجل من إعلان مواقفه؟الخلاصة أن على المؤمنين بحكومة الإحتلال التي ترتكب مجازر وحشية ضد الشعب الفلسطيني حتى اليوم، يجب أن يفهموا جيدا أنها لن تحلم بالأمن والسلام والإستقرار ولا مواطنيها، لأنهم إختاروا الطريق الطويل جدا للوصول إلى غايتهم وهو طريق الدم والإنتقام ولا يقابل هذا الطريق سوى طريق الثأر والمقاومة، وإذا ما عرفوا أن شعب غزة وصل إلى مرحلة لم يعد يبالي بما يجري لأن إسرائيل وحلفاؤها العرب أغلقوا كل المنافذ والطرق على شعب غزة، ولم يعد لأهل غزة ما يخسرونه، ولا سبيل إلا الوقوف مقاومين، وستبقى دماء شهداء غزة وأطفالها ونسائها تطارد كل الخونة والعملاء والمتخاذلين، الذين أعانوا إسرائيل على جرائمها ضد أبناء غزة.