02 نوفمبر 2025
تسجيل"انتظار أول" يقف أحدهم وبيده ورقة صغيرة ولكنها مليئة بالهموم والأكدار، ينتظر متى يحين دوره للدخول على سعادة الوزير؟ محتاج وابوه فقير! لديه مشكلة " واشوية " معاملات، فهل يا ترى سيتم التوقيع عليها؟! أم مصيرها إلى سلة المهملات؟! تمر المواعيد. موعدٌ تلو الآخر. كلها تمر سريعاً... وما زال ينتظر. والوزير مشغول! اجتماع! مسافر! ومازال الفقير ينتظر. وينظر لهؤلاء الذين يدخلون إلى مكتب سعادته... دون المرور على شباك المواعيد! و الوقت يجري سريعاً... إلى أن أضاع الطريق.. ومازال الفقير ينتظر موعد سعادة الوزير! لين الوزير رحل... ومازال الفقير ينتظر موعد سعادة الوزير الجديد! (انتظار ثان) يقف ذلك المسؤول ينظر إلى باب سعادة الوزير، لا يتأمل الباب فحسب بل يحاول أن يتأمل ما خلف الباب وهو سعادته فكيف له أن يكسب قلبه ويحظى برضاه؟ فبقدر المستطاع يود أن يلتقيه... ويسرد عليه ماضيه الوردي الذي يدعيه ويعرض شجاعته وذكاءه. ويمثل دور من يخاف على المصلحة العامة، ولكن مافي قلبه عكس الواقع! وهو كسب رضا الوزير من أجل مصالحه الشخصية وتسهيل " معاملات " الأهل والأصحاب و" الحبايب "! وبالأحرى أن يكون من ضمن قائمة " ربع " سعادته، بل لكي يتصدر القائمة، "عشان يسحب على الباقي "... (انتظار ثالث) هناك على أول كرسي، ذلك الكرسي المحاذي لباب سعادة الوزير، يجلس الملفق الكذاب! ممن اشترى الدنيا وباع يوم الحساب يحاول الدخول على سعادة الوزير، لكي يختلق الأكاذيب. ويمثلها أمام سعادته. فيدمر أحدهم! ويحطم مستقبل الآخر، ويفشي الأسرار. ويشوه سمعة الناس دون أدنى حياء! وكل ما ذُكر أعلاه يتحلى به! وها هو يترقب. هل سعادة الوزير سيصدقه؟! ويتحمل وزر الأفاك؟ أم أن التطنيش مصيره فلننتظر حتى يُفتح الباب. (انتظار رابع) على باب الوزير، ينتظر أحد الموظفين المتفانين، متى يحين دوره للدخول على سعادته؟ بيده ملف مليء بالأوراق! ودفتر، سجلت فيه انجازاته بالعمل، لا ينتظر من سعادته معروفاً... ولاجاهاً ولا منصباً، إنما يرغب فقط في أن يريه ما الذي يقوم به، ومدى اخلاصه في عمله، وحرصه على المصلحة العامة، يريد أن يوصل معلومة لسعادته.. مفادها بأن هناك من يجد ويجتهد، ويعمل بتفان واخلاص، يود لو أنه يستطيع أن يقول لسعادة الوزير ان هناك كفاءات لا أقل، فهل يا ترى سعادته يعترف بكفاءات موظفيه؟ أم أن "ابونا في البيت ولحيته في السكة "؟! (انتظار خامس) هو أحد ما! يمسك طبلاً في يده، وخلفه فرقة محملة بالطيران والمشموم والفل والورد. منتظراً حتى يُفتح باب الوزير. لتطأ قدماه مكتب سعادته العامر! يبدأ التطبيل والمديح، سطور مرتبة من قصائد التمجيد، ونثر مرصع بكلمات من النفاق! المهلي! ما يولي! ترحيب عريض، لا يكاد يتنفس الصعداء! وهو باقٍ على المدح العميق، مختلطاً بنفاق وخداع عظيم! من أجل ماذا؟! معاملة! توظيف! ترقية! منصب! المهلي! مايولي! هكذا هم البعض تُذل أنفسهم من أجل سفاسف الأمور والآن فتح باب الوزير! فلننتظر ما الذي سيحدث. فإما المهلي يولي!ويمكن ما يولي. والأمر متروك لسعادته. نقطة فاصلة: من أسوأ سياسات بعض المسؤولين المركزية في العمل، فتجدهم يسلمون " الخيط والمخيط " لأحد الموظفين ويكون الاعتماد الأول والاخير عليه دون توزيع العمل على بقية الموظفين فيشعرونك بأن هذا الموظف هو " سوبرمان الوزارة "، وهذه السياسة هي أحد محبطات الموظف القطري، ناهيك عن تبني مبدأ " خالتي قماشة " والذي سأشرحه في وقت لاحق بإذن الله.