رمضان كريم

 أحبتي وإخواني وأخواتي قراء جريدة الشرق وصفحة مدارات ثقافية بشكل خاص، أقول لكم كل عام وأنتم إلى الله أقرب ومنه أكثر خشية وكل عام والجميع بخير وبصحة وعافية وأبارك هذا الشهر الكريم للجميع جعلنا الله ممن يصومه ويقومه ويقرأ ويرتل ويتدبر القرآن فيه، وينصر شعوبنا العربية في كل مكان ورفع راية المسلمين وهزم راية الكفار والمشركين، اللهم آمين. يأتي شهر رمضان هذا العام مختلفا بالنسبة لي على المستوى الشخصي فلأول مرة أغيب عن الدوحة في شهر رمضان ولم يصادف مرة أن غبت عنه وعن تلك الأجواء التي أعيشها فيها دون غيرها من المدن فأصبحت هناك علاقة مكانية بيني وبين الشهر الفضيل، حيث إن تلك الأجواء الثقافية والدينية التي أعيشها لا يمكن أن تجدها في مكان آخر غير الدوحة، فرمضان عندما تقضيه فيها تعيش تلك الأجواء الجميلة، شوارعها مجمعاتها، عملي في جريدة الشرق، كلها أمكنة تعيدني إلى تلك الأجواء الروحانية لتلك المدينة، فالدوحة مدينة جميلة لم يعرف كيف يتعرف عليها ويعيش فيها تلك الأجواء في رمضان بشكل خاص، فرغم تلك التغيرات التي حدثت في المناطق بسبب التطور العمراني إلا أن تناول الكباب لا يحلو إلا في منطقة النجمة عند شجاع أو في مطعم ركس بمنقطة الأسواق أو أن تتناول الأكل البحري في شارع المرخية وطبعا الله يكون في العون من كثرة الزحام.  في شهر رمضان لا أذهب إلى المجمعات، أحب تلك الأمكنة التي تحمل بعدا ثقافيا وتراثيا حتى أشتم فيها رائحة الماضي وعبقه، ففي هذا الشهر فرصة كبيرة لكي ننطلق إلى تلك الأمكنة التي عشنا فيها فترة من الزمن قبل أن تتحول إلى مجمعات تجارية وخرسانة مسلحة، فهذه الأمكنة لها مكانة في قلوبنا حيث كانت تلك الذكريات الرمضانية التي عاشها ذلك الجيل، ومن هنا فأنني سأفتقد هذا العام تلك الأجواء الرمضانية التي عشتها طوال عمري ولن تغيب من الذاكرة مهما تغير الحال بها فستظل عالقة بها، فالأنشطة التي تقام في الشهر الكريم وإن غلب عليها الجانب الديني فإننا بحاجة إلى تلك الثقافة الدينية وإن كنت أتمنى ألا يقتصر ذلك على شهر رمضان، فالجميع بحاجة إليها في ظل المتغيرات التي تحدث والجهل لكثير من أمور الدين، إلا أن تلك الأنشطة لها حضور كبير، فلتلك المجالس الثقافية الدينية التي تقام مثل الخيمة الخضراء والخيم الثقافية والبرامج التي تضعها وزارة الأوقاف ووزارة الثقافة جميعها تحيي الشهر الفضيل على أكمل وجه، فإذا كنت سأفتقد كل ذلك كوني هنا في كوريا الجنوبية أغطي فعاليات جناح قطر بمعرض إكسبو يوسو2012 وهي مهمة وطنية لنا جميعا فتميز قطر في المعرض هو شرف لنا جميعا، لكن سيكون هناك طقس جديد للصوم في بلد غير مسلم وهو جهاد مع النفس للتحمل والصبر على كل شيء، وتقبل الله صيامكم.