10 سبتمبر 2025

تسجيل

فلسطين.. من يذكرها؟!

22 يونيو 2023

من رام الله إلى الضفة مرورا بغزة ولا يمكن أن ينتهي إلى جنين فروزنامة إسرائيل لا يمكن أن تتوقف ما دام الفلسطينيون يقاومون ويؤمنون بأن لهم حق الدولة المستقلة الحرة ودحر المحتل منها وفي المقابل لا يمكن لهذه السلسلة الإرهابية أن تتوقف عن حصد أرواح الفلسطينيين البواسل إلا إذا توقف العرب عن عبارات الإدانة الهشة وتوقفت عجلة التطبيع الآثم بالصورة المخزية التي بتنا نراها اليوم وظهر موقف عربي قوي وموحد يجعل إسرائيل نفسها تتساءل ما الجديد الذي أثار العرب هذه المرة لتكون هذه ردة فعلها التي لم نعتدها من قبل؟! ولكن لا أهل فلسطين على وشك الخنوع والخضوع للمحتل الغاصب ولا يبدو أن للعرب موقفا قويا مأمولا في الوقت الراهن أو حتى بالمستقبل، فجميع المؤشرات الحيوية تؤكد أن إسرائيل تزيد من أسهم التطبيع العربي معها سواء ما ظهر من فوق الطاولة أو ما يدور بين أرجلها تحتها وان كل القمم العربية التي توالت على مدار العقود الماضية تؤكد أن العرب لا يمكن ولا يمكن ثم لا يمكن أن يصدر منهم موقف يجعل تل أبيب تتوقف عن غيها ومجازرها التي بات حديثها الآن في جنين الذي سقط منها حتى الآن ما يزيد عن 20 طفلا فلسطينيا لا حول لهم ولا قوة ولم يمثلوا حتى للهواء الذي كانوا يتنفسونه تهديدا يذكر، ناهيكم عن باقي الشهداء من الشباب الذين ارتقت أرواحهم جراء الاجتياح الإسرائيلي الآثم على هذا المخيم الذي لا يجد اليوم بوقا عربيا أو غربيا ليدافع عنه وحتى عندما طالبت بريطانيا إسرائيل بالكشف عن أسباب مقتل 20 طفلا في جنين لم تعقب استفهامها لم الاجتياح على أرض فلسطينية ولم القتل العشوائي الإسرائيلي الأعمى على هذا المخيم واصطياد الأبرياء فيه فقط لإسباغ سؤالها الصفة الإنسانية التي تبتعد عنها كل دولة مطبعة تطبيعا كاملا بهذا الكيان المجرم الذي لم يلق حتى الآن أي مساءلة قانونية في شريعة الغاب التي تحكم العالم وترتهن لها كل دول العالم إلا من رحم ربي من الذين لا يزالون مؤمنين بأن هناك قضية عربية أبدية هي قضية فلسطين، وأنها تحتاج إلى حل منذ أكثر من سبعين عاما أما الذين عميت قلوبهم وأنظارهم عن هذه القضية فإنهم باتوا مغيبين ذهنيا ونفسيا عن هذه القضية فلم يورثوا أبناءهم سوى التسامح الذي يأتي على شكل السلم بين العرب وإسرائيل بينما يتجاهلون حق الفلسطينيين من كل هذا السلم الموهوم والمصطنع ويغضون الطرف عن كل المجازر والجرائم الإسرائيلية بحقهم للأسف. عقود طويلة والمجازر الإسرائيلية تُرتكب بحق أهلنا في فلسطين ونحن نجتمع اجتماع الأكلة إلى قصعتها من شدة الوهن الذي نعيشه والسلبية التي باتت معشعشة في قلوبنا الرخوة التي ما عادت ترى من مسؤوليتها سوى صياغة عبارات الإدانة والشجب وتدقيقها لغويا وإصدارها في صورة لم تعد حتى إسرائيل والموالون لها تندد بالإدانة كما كانت سابقا أو تهتم حتى بعقد أي قمة عربية وزارية كانت أو رسمية لأنها تعلم أن كل ما سوف تسمعه عنها جعجعة لن ترى بعدها طحينا ولا قمحا مثل قرع الطبل الفارغ فهل كنا خير أمة أُخرجت للناس يا عرب؟! هل يقتل أهلنا في فلسطين وعوضا عن محاسبة إسرائيل بالصورة اللازمة نتسابق لمن يمد يده لها تطبيعا وسلاما؟! هل باتت كل مجزرة إسرائيلية سببا للحوقلة التي نتذكرها في كل مصيبة لنا؟! ولذا لا تقولوا إننا ندين باسم الشعوب العربية المكبلة فإن الشعوب قادرة حتى على السير لفلسطين بأقدام حافية وصدور عارية لو تلاشت الحدود الاستعمارية التي هندسها استعمار الغرب وعززها العرب بكل فخر واعتزاز!.