14 سبتمبر 2025

تسجيل

مطعم الفول وليلى خالد والشقيري

22 يونيو 2022

كانت الدوحة تمثل لمن هم في عمرنا في ذلك الوقت أواخر الستينيات وبداية السبعينيات إغراءً لا يقاوم، فلم نكن نعرف في الريان سوى «المعاصر» جمع معصرة، وبعض المطاعم الهندية، فاكتشفنا مطعم الفول بجانب البنك العربي، وكان الفول المدمس طبقا شهيا وما زال، إلا انه احدث قفزة في الذائقة لدينا في ذلك الوقت، والمطعم الصومالي ايضا أعتقد انه كان في منطقة النجادة وطبق الكبدة والآر كيك، كانت مدرسة قطر الاعدادية شاسعة المساحة ولم يكن بالامكان ضبط الطلبة من التسلل خارجها بأي حال من الاحوال، وكان اشهر الاساتذة الذين يحاولون وقف تسرب الطلاب استاذ سوداني اسمه الطيب على ما اعتقد، واما مدير المدرسة فهو السوري عادل كنعان، واشهر المدرسين الملاكم المعتزل طه العطار وغازي الخطيب وكابتن النادي الاهلي المصري في الستينيات وجيه مصطفى، اما اشهر المفوهين والخطباء في طابور الصباح فكان الاستاذ فتحي البلعاوي رحمه الله عضو منظمة التحرير الفلسطينية، فكان متمكنا من اللغة ويجيد الخطابة والتأثير في النفس. من حسنات تلك المرحلة أن الطالب لا يطرد من الفصل ولا من الدراسة مهما تكرر رسوبه وإعادته للسنة الدراسية، كانت صحوة الضمير بالتعليم وأهميته تحتاج وقتا أطول في مجتمع محافظ لذلك كثير ممن أعاد السنة تنبه واستدرك وأكمل بنجاح وهم اليوم من حملة الشهادات العليا، والبعض الآخر تسرب مع الأسف خارج الدراسة ولكن تطور الدولة استوعبهم ضمن مؤسساتها الاخرى العسكرية منها بالأخص، لذلك تجد في الفصل مراحل عمرية متفاوتة ومتباعدة الأمر الذي لا يقبل اليوم على كل حال، كانت تلك المرحلة مرحلة نضال ضد العدو الصهيوني، وكان النظام التعليمي العربي عامة معبأ بروح قومية نضالية ضد الصهاينة واحتلالهم وتدنيسهم للقدس، وما زلت اذكر زيارة المناضلة من الجبهة الشعبية الفلسطينية السيدة ليلى خالد لنا في المدرسة والتفافنا حولها وهي تشرح لنا كيفية اختطافها وزملائها للطائرات محاولة منهم للفت نظر الرأي العام العالمي، وما زلت اذكر صوت أحمد الشقيري رئيس منظمة التحرير الفلسطينية في ذلك الوقت هادرا في استاد الدوحة وقد امتلأ بأهل قطر جميعا. كانت تلك المرحلة تمثل في نظري اكثر مراحل مجتمعنا القطري قربا لبعضه البعض، مع ذلك كان على النظام التعليمي مسؤولية أكبر مما سبق، حيث تزايد أعداد الطلبة بشكل ملحوظ سواء القطريين أم الوافدين من الإخوة العرب.