11 سبتمبر 2025
تسجيلعندما تسعى لهدف معين، فإنك بالتأكيد تضع خطة مدروسة لذلك وفريق عمل تثق به لإنجازها ووقتاً معيناً للانتهاء من ذلك، ولنا أن نتصور إن كان قائد تلك الخطة شاباً ملهماً شغوفاً بالعمل، كيف ستكون ملامح تلك الخطة وهل ستنجز بوقتها وتُرى على أرض الواقع. لا أخفي على القراء سراً بأني تضايقت عندما زرت قطر قبل أربع سنوات، فكان شكل الشوارع وتحويلاتها وكثرة البناء والهدم مزعجاً، فكل الشوارع شبه مغلقة وتجد صعوبة في المرور بها سواء في السيارة أو على الأقدام، فقد تحول البلد إلى ثكنة من الكونكريت والأسمنت، وكأن ما يحدث هو إعادة بناء وطن جديد مع بقاء التراث الوطني شاهداً على تاريخ مليء بالعمل والتضحيات به كثير من الجماليات التي يختصرها سوق واقف المتميز، والذي لا تكل ولا تمل من زيارته بشكل يومي. بعد مضي سنوات من ذلك بدأت تتضح بشكل جلي ملامح تلك الخطة وأصبح عنوانها إنجازاً تلو الآخر، وتحققت الرؤية بعد وضع خطة محكمة وفريق متميز وقائد أكثر تميزاً. فقد استطاع القائد المُلهم سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أن يحقق إنجازات اقتصادية بإجراء التعديلات التشريعية لتسهيل المعاملات التجارية وتعزيز المنافسة وحماية المستهلك وتشجيع الاستثمار الصناعي، وزيادة الاستثمارات الأجنبية المباشرة بالسماح للمستثمرين الأجانب بتملك 100% من رأس مال بعض الشركات، ودعم تنافسية المنتجات الوطنية. وفي مجال الأمن الغذائي خطت قطر خطوات كبيرة نحو الاكتفاء الذاتي في عدد من السلع الغذائية، كما استطاعت في القطاع المالي والمصرفي وعبر مصرف قطر المركزي أن تحافظ على نمو الاحتياطات الدولية والمحافظة على سعر صرف الريال القطري والترتيب الائتماني المرتفع، وفيما يتعلق بقطاع الطاقة، فإن تغيير اسم قطر للبترول إلى قطر للطاقة يعكس ويؤكد مواكبة قطر التحول للطاقة النظيفة والمتجددة بزيادة إنتاج الغاز الطبيعي المسال والعمل على تخفيض الانبعاثات الناجمة عن إنتاجه باستخدام أحدث التقنيات والمساهمة في تطوير واستخدام الطاقة الشمسية. كما أن قطر التي اهتمت بتشييد الحجر لم تنس صناعة البشر، وواكبت ذلك بتدريب وتعليم وصقل مواهب أبنائها ليواكبوا تلك التطورات المتسارعة كيف لا وهي التي تحتل المرتبة الأولى عربياً في جودة التعليم، ولا يمكن تجاهل الإصلاحات والتحولات في عدة مجالات، ومنها تعزيز دور المرأة في صنع القرار بإصدار أمر أميري بتوزير 3 نساء في الحكومة الجديدة، وتعيين امرأتين في مجلس الشورى القطري بعد أن أجريت انتخاباته ولم يُحالفهن النجاح. ولا يمكن أن ينتهي هذا المقال دون الإشارة للإنجاز العالمي الذي تقوم به قطر الشقيقة للاستعداد لاستضافة نهائيات كأس العالم 2022 في شهر نوفمبر القادم، عبر ثمانية ملاعب من طراز عالمي وتصميم متميز كما هو تميزهم، فكم نحن متشوقون للحدث القادم والذي لم يتبق عليه سوى أقل من 160 يوماً ونتمنى حضوره، فكم نفتخر بالإنجازات في قطر، والتي لم تأت من فراغ بل خطة مدروسة وهدف معين وقائد مُلهم، إنها قطر التي تسير بخطى ثابتة نحو الإنجازات. (كاتب كويتي)