11 سبتمبر 2025
تسجيلالإفراط في كل شيء حولنا، الإفراط في العلاقات، في الإنجازات، الإفراط في الأكل والشرب، الإفراط في معاملاتنا ومشاعرنا، الإفراط في كل شيء وفي أصغر تفاصيلنا.. حتى كدنا نفرط في أنفسنا أحياناً من شدة العطاء. اليوم نسينا معنى الاعتدال والحل الأوسط، فإما علوٌ مفرط وإما بلا، ولطالما كانت بؤرة كل مشاكلنا اليوم هي المبالغة في الأمور والإفراط في الرغبات الذي لطالما أصبح هوساً يفسدنا نحن كأمة وسطية معتدلة متوازنة، لدرجة أن يصبح فيها الجامد غير المفرط في تعابيره والذي لم يعُد يستهويه الأسلوب غير المباشر وفلسفة «اللف والدوران» هو كائن غريب وهجومي وحاد! فإن الكارثة كلها كانت في الإفراط فإما باللين وإما بالشدة، إما بالحذر وإما بالركون، إما بالإنفاق وإما بالبخل.. واعلموا أن هوس الإنجاز اليوم هو إفراط بحد ذاته لأنه ينسينا أعظم الغايات الحقيقية ولا يخرجنا منها إلا بإنجازٍ دنيوي. فكم من دلال مفرط أصبح دلعاً مفسداً وكم من غضب مفرط دمر بيوتاً وكم من حريص ربى بخيلاً وكم من نفقة كانت تبذيراً وكم من طيبة كسرت نفوساً، وكم من زهرةٍ ذبلت فماتت من فرط سقيها أو من فرط جفافها. وأخيراً فكم من طباعٍ جميلة انقلبت على أصحابها بالإفراط فيها، فاحذر أن تُفرِط فتضيق ولا تتسع، فإن تقويمك لنفسك أساس لك ولغيرك وهو ضمان اتزانك، فاعتدل لتقوم نفسك ما بين وبين، ولا ترج عُلُوا ولا دُنُوا فإن خير الأمور الوسطِ. طالبة في جامعة قطر