12 سبتمبر 2025

تسجيل

لا للقبلية في الانتخابات

22 يونيو 2021

لا أحد يمكن أن ينكر دور التجمعات الإنسانية وهرم مكونها كالأسرة الصغيرة فالأسرة الممتدة.. فالتجمعات السكانية.. والسكنية وصولا للقبيلة والأفخاذ ودور كل مكون وتأثيراته السلبية والإيجابية… إن دور القبائل لا يمكن إنكاره في تسلسل التاريخ والتراث.. العادات والتقاليد وهكذا.. فالقبيلة كانت محورية وأساسية فاعلة ومؤثرة في كثير من مفاصل الحياة على المستوى الذاتي الشخصي وعلى مستوى البناء المؤسسي لكثير من الدول... نحن لسنا بصدد سرد إشراقات وإيجابيات المكون القبلي في المجتمعات أو سلبياته... ولكن نتناول الأمر من زاوية التوقيت ونحن على أعتاب القرن الواحد والعشرين.. ليس هذا فحسب بل ما وصل له المجتمع القطري من تسلسل في الحكمة وترسيخ دولة المؤسسات... بجانب مستوى التعليم الذي أتيح لجيل اليوم ووعيه وثقافته وانفتاحه على الآخر.. نسبة التعليم بدولتنا اليوم مرتفعة جدا بل هي في مرتبة تنافسية إقليميا وعالميا وربما في جميع التخصصات ومن أعرق وأرقي الجامعات العالمية.. كل ذلك يتقدم على القبيلة والتعنصر للقبيلة.. إذن لو كان التاريخ وسجلاته سجلت حضورا واضحا لعلو كفة القبيلة وتغيير مساراتها لاعتلاء المقاعد القيادية والمجالس التشريعية.. إلخ، فإن رزنامة اليوم وبين دفتيها هذه النهضة العلمية والثقافية والتنويرية تحتم ألا تكون القبيلة هي المقود الذي يقود المرشح ليجلس تحت قبة مجلس الشورى المرتقب.... بل كفاءة العضو.. وقدراته العلمية وخبراته التراكمية ومدى استعداده لحمل أمانة هذا التكليف الوطني وليس التشريف.. فنحن اليوم أمام ناخب واع مثقف متعلم كفء ومرشح لا يقل عن ذلك بل هو أهل لهذه المسؤولية الوطنية الإلزامية لتتحرك سفينة قطر إلى الأمام ضمن كوكبة الدول المتقدمة بجهد قيادتها الرشيدة المؤمنة.. بقدرات شعبها وأنه يستحق الكثير.. فلا للقبيلة للجلوس تحت مقعد قبة المجلس.. مجلس الشورى الذي بدأ العد التنازلي ليكون بالترشيح الحر النزيه... ونأمل أن يسبق هذا الاستحقاق الانتخابي حملة توعوية وتنويرية من الدولة والمجتمع المدني ومؤسساته للتبصير بدور هذا الاستحقاق الوطني وأهميته في المرحلة القادمة كما ينبغي وضع إطار قانوني صارم يمهد الطريق لجعل الاستحقاق الانتخابي نزيهاً بعيدا عن أية شبهات أو عثرات أو إخفاقات. [email protected]