13 سبتمبر 2025

تسجيل

رُز ليبيـا أم عــز إثيـوبيا ؟!

22 يونيو 2020

قالوا: (السيسي هيشنتح " يطرد " أردوغان من ليبيا) ! فقلنا: (مش لمّا يشنتح إثيوبيا الأول)! اليوم يمكننا أن نصف الانقلابي عبد الفتاح السيسي بأنه صاحب العين العوراء، الذي ترك بلاده تواجه خطر الظمأ والعطش والجفاف الذي تهدد به إثيوبيا، وتوجه إلى ليبيا لمناوشة القوات التركية هناك، وهدد هو الآخر قوات الوفاق الوطني الشرعية الليبية، بما يتندر به المصريون اليوم من إقحام قواتهم غير المبرر في العمق الليبي بالقول: ( من لم يمت بالكورونا ، فمن المؤكد سيموت بجيش المكرونا )، في إشارة للجيش المصري الذي تحول في عهد السيسي من جيش يحمي حدوده ويحافظ على أمن سيناء، إلى جيش يفتتح مصانع وأكشاكا لبيع معلبات الطماطم والمعكرونة والخضراوات والفواكه !، والغريب أن إعلان السيسي اقتحام الأراضي الليبية للوقوف بجانب انقلابي مثله هو حفتر، لم يلق ذاك الاهتمام الذي يذكر من جانب تركيا التي تقف اليوم بجانب قوات الوفاق، بناء على دعوة الحكومة الانتقالية لها لمساعدتها في دحر حفتر، بل إن وزير الخارجية التركي استصغر التدخل المصري باعتبار أن حفتر بحسب ما تراه أنقرة بات خارج المعادلة الليبية. ونصح مولود تشاووش أوغلو القاهرة بأن تأخذ صف أنقرة وتتعاون معها بشأن ليبيا عوضا عن معاداتها بالبيانات الهشة التي تنتقص من قدر مصر للأسف رغم تقديره فعليا لأهمية ليبيا بشأن الأمن القومي لمصر، لكن السيسي والمأمور فعليا من السعودية والإمارات نفذ ما قيل له، وأعلن أنه سيدخل بقواته إلى ليبيا لما أسماه بالدفاع عن حدود بلاده الغربية المشتركة مع ليبيا ودعم الاستقرار في الأراضي الليبية، ناهيكم عن نواياه المبطنة وأهدافه غير المعلنة بدعم حفتر؛ للتقدم نحو العاصمة طرابلس، واستعادة ما اكتسبته قوات الوفاق بدعم القوات التركية من مدن ومطارات وقواعد عسكرية. ولكن ماذا عن إثيوبيا ؟!، هل نسى السيسي أن معركته مع أديس أبابا تدق طبولها وتتعالى شيئا فشيئا ؟!، وأن أبوظبي والرياض لم يعطيا أهمية لما يمكن أن تقبل عليه مصر في السنوات القادمة، وأن شبح الجفاف الذي يمثل النيل أحد أسلحته اليوم في بلد عدد سكانه يفوق المائة مليون نسمة، يمكن أن يصبح العدو الأول لهذا البلد الذي خاض حروبا كثيرة استنزفت منه مقدراته وقدراته ؟!. فرغم مرور ست سنوات من المد والجزر وإيقاف المفاوضات واستئنافها، لم يتوقف خلالها التراشق الرسمي والإعلامي بين البلدين حول ملء سد النهضة الذي شيدته أديس أبابا على مياه نهر النيل الأزرق، واليوم تعتبر إثيوبيا أن لها الحق الكامل في ملء سدها من مياه النيل بالصورة التي تراها متوافقة مع مصلحة بلادها دون إخطار السودان أو حتى مصر بذلك، رغم مشاركتهم بروافد النيل الذي يشق أراضي الدول الثلاث، ويبدو أن القاهرة عاجزة عن مجاراة إثيوبيا في هذه المعركة، الذي هدد سامح شكري وزير الخارجية المصري برفع أوراقها للمحافل الدولية للبت فيها في خطوة رأتها إثيوبيا أنها تنم عن عدم الشفافية، باعتبار أن أديس أبابا اتفقت على بناء السد بحضور وتوقيع السيسي على وثيقة الخرطوم عام 2015 التي وافق فيها الجميع على بناء أديس أبابا لسد النهضة. ولذا فإن الاقتراح الإثيوبي اليوم للسيسي بأن يرضى بحصة بلاده السنوية البالغة 55.5 مليار متر مكعب هو أفضل ما يمكن الوصول له، لا سيما وأن سد النهضة الإثيوبي الهدف منه هو تشغيل المولدات الكهربائية وليس الإضرار بمصالح مصر، في حين أن المخاوف المصرية تكمن في التأثيرات المحتملة للسد على حياتهم الاقتصادية، فأين السيسي من كل هذه المخاوف الآن ؟!، نعم هناك في ليبيا حيث يجب تنفيذ المخططات الإماراتية والرغبات السعودية والمغامرات المصرية الفارغة التي تهوى الرُز لقيادتها متناسة العز لشعبها في حل سد النهضة!. [email protected] ebtesam777@