27 أكتوبر 2025

تسجيل

المظاهر السلبية المسببة لسخط الله

22 يونيو 2016

أتابع وبشغف في كثير من الأحيان ما يردني على مواقع التواصل الاجتماعي وبالأخص ما يرد على موقع /الواتساب/ الغني بالمشاركات المتنوعة والطريفة والمعبرة بعمق عن تناقضات الحياة العصرية الغريبة، من قريب انتشرت معلومة بها من العبر ما دعت كثير من المتابعين لتداولها والتعليق عليها بل أصبحت مصدر إلهام للفضوليين من الكتاب المغمورين، وقد وردت المقالة تحت عنوان "فلوس في يد تيوس"، يشرح فيها كيف أصبح الناس يستخفون بعقول بعض البشر وضرب في سياق ذلك مجموعة نماذج من أولئك السذج الذين يجرون وراء المظاهر الخداعة والتبذير غير المبرر على أمور تافهة مثل أن يباع تيس بآلاف الآلاف، ورقم لوحة سيارة بمئات الألوف وبعير يباع بعشرات الملايين وغيرها. مقال كهذا يستحق التأمل والتفكر ففيه كثير من العبر وينبه فيه صاحبه الغافلين عن مشاهد الإنذار الإلهي ويحيلنا إلى إسقاطات المعنى المراد في جانب آخر من تصرفات بعض شباب هذا الجيل /البطران/ الذين يبذرون أموالهم غير آبهين بالعواقب ونرى مشاهد البطر في التباهي بين أقرانهم في الإسراف على أنفسهم في الملذات والملهيات، ويقودنا الكاتب في هذا المقال بالدعاء المخلص //ربنا ﻻ تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا// ما دمنا وصلنا إلى هذه الحالة فحري بنا أن ندعو إلى حملة إرشادية وعقلانية لمواجهة الكثير من المظاهر السلبية المسببة لسخط الله . أعتقد أن العبرة من هذه المقالة واضحة وهي دعوة إلى التفكر والتدبر وصرخة تعري وتدين مشاهد السفه التي استشرت في مجتمعاتنا المسلمة والتي يستوجب مواجهتها كي لا تتفاقم في زمن نرى فيه انهيار القيم والمبادئ تستشري بين شبابنا بالقيام بمثل تلك الأعمال المشينة، إننا أمام سفالة فكر وسفاهة عقل وانفلات عبثي ينبئ بخطر بطر النعمة . الخوف كل الخوف من نزول البلاء وجحيم العقوبة إن استمر هذا الوضع في مجتمعنا، وهنا لا نملك إلا أن نسأل الله أﻻ يؤاخذنا بما فعل السفهاء منا وندعو أولياء أمورنا وأمور المسلمين أن يقوموا بحملة إرشادية وعقلانية لشرح كثير من المظاهر السلبية المسببة لسخط الله والمسببة للغلاء وحلول النقم .. وفي هذا الشهر الفضيل لا بد أن نراجع أعمالنا بما قصرنا به في حق أنفسنا وفي حق الله عز وجل، فكفانا استهتارا لما وصلنا إليه من بطر بنعم الله، فنكون نحن السبب المباشر في فقدان النعم، ولنتذكر أنه في زمن الغلاء والترف لا تعلو إلا الماديات الزائلة ، ولا يرخص إلاّ سعر الإنسان وأخلاقه . لنأخذ من سير التاريخ العبر وننظر إلى دول كيف كانت وكيف أصبحت ففي الصومال مثلا كان الأباطرة يذبحون الخروف ليأكلوا كبدته فقط ويرمون بباقيه في الزبالة، وهم الآن في مجاعة منذ عقود، وفي العراق كانوا يقولون ﻻ فقر في حضور النفط والتمر، والآن هم في فقر مع وجود النفط والتمر، وفي لبنان كانوا يركلون النعم والآن يبحثون عما يسد رمقهم من الجوع، وفي أفغانستان كانت الفواكه الملونة من النعم، وعندما لم يشكروا أصابهم الجفاف والحروب. قال تعالي // وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا// اللهم إنا نعوذ بك أن نكون كتلك القرية التي كانت آمنة يأتيها رزقها رغداً فكفرت بأنعم الله، فأذاقها الله لباس الخوف والجوع . وسلامتكم