15 سبتمبر 2025

تسجيل

عقل المذيعة

22 يونيو 2015

مع التطور، وتبدل المفاهيم، واختلاف القيم في المجتمعات العربية، ظهرت على شاشة التلفزيون نماذج غريبة ومثيرة لملابس المذيعات، ووصل الأمر إلى مذيعات الأخبار، اللاتي يجب أن يعتبرن للوقار والحياد وقوة الشخصية للإقناع.ولقد شاهدنا مذيعات بملابس جدّ "قصيرة"، وأخرى "لاصقة"، بل إن "نهمَ" التجديد قد "سلّعَ" المذيعة لدرجة أصبحنا نرى "تشوهات" في جسد المذيعة السفلي، مع دخول اللقطات الواسعة ( Long Shots) في نشرات الأخبار وحالة الطقس وغيرها حتى برامج المنوعات. فهنالك وجوه مقبولة ومحبوبة ألفها المشاهد زمناً؛ ولن عندما ظهرت تلك الموجة من اللقطات الواسعة، ظهر الجانب المخفي من أجساد بعض المذيعات، وكان أن أعطى ذلك معلومات جديدة شوهت الفكرة السابقة الساكنة في ذهن المشاهد.ولقد تعلمنا أهمية عدم ارتداء المذيعة للملابس البراقة، أو الأقراط المتدلية والتي تتحرك أثناء الكلام أو الحوار، فيتغيّر اتجاه الإضاءة، بل وأن هذه الحالة تلفت نظر المُشاهد عما تقوله تلك المذيعة، كما أنه من المفيد أن تختار المذيعة الألوان التي تتناسب مع الديكور الخاص بالبرنامج، حتى يتحقق التناسق بينها وبين الديكور.ولاختلاف القيم بين المجتمعات العربية، فلقد شاهدنا ملامح احتشام في بعض المحطات، خصوصاً الخليجية منها، ما عبّر عن تقاليد المجتمع وأفكاره، وأيضاً شاهدنا ملامح من "عدم احتشام" في محطات أخرى، ما يمكن أن "يجرح" مهنية التلفزيون ومكانته كجهاز ترفيهي وتوجيهي، يختلف جداً عن أماكن "المجون" التي تزخر بها بعض البلدان العربية! ومن أسوأ ما شاهدنا خلال الفترة الماضية قيام مذيعة "متحررة" بإجراء لقاء طويل – من حلقتين – مع شخصية ساسية عريقة، وهي ترتدي (الميني جيب)، فما بالكم لو جلست هذه المذيعة لمدة ساعتين وهي بذاك اللباس!؟ وفي المقابلة ذات الشخصيات المتعددة،لاحظنا بعض المذيعات يكشفن عن أماكن "مثيرة" من أجسادهن لا يجوز أن تنكشف أمام الملايين من المشاهدين، باختلاف مستوياتهم العلمية والفكرية والعقائدية!؟ لأن المرأة – كإنسانة – عندما تستضيف ضيفاتٍ في منزلها – بيينهم من الرجال – فلا بد أن تكون محتشمة، ولا تسمح لأحد بسرقة نظرات إلى جسدها الذي تكشفه بإرادتها !؟ فما بالكم عندما تكون تلك المضيفة على التلفزيون وتخاطب الملايين!إن نزعة "الإثارة" وصلت حتى إلى ملابس المذيعة، وهو يصبُّ في موضوع " تسليع" المرأة الذي يستوجبه الإعلان !؟نحن نريد المذيعة العربية التي تحمل عقلاً لا أساور، ولا ملابس مؤذية للعين، ونحن نؤمن بقدرة المرأة العربية على الحوار والإقناع عبر عقلها، لا عبر "تسليعات" معنية لا تفيد في قضية نقل المعلومة أو التثاقف، أو حتى الترفيه، الذي يمكن أن يكون أنيساً ومبهجاً حتى مع المذيعة المتزنة المحتشمة.المذيعة المثقفة الواعية التي تعشق مهنتها حتماً لن تعتمد على تلك المؤهلات الزائلة، بل تعتمد على شخصيتها وقوة حضورها وثقافتها، فهي المؤهلات الحقيقية للمذيعة الناجحة.