باقي 25 يوماً على رمضان

انتهى رمضان يا معشر المسلمين لن تصدقوا اليس كذلك؟ أم أنكم مثلي تتعجبون؟ ولكن هذه طبيعة الأيام، وسنة الله في كونه، بالأمس كنا نتبادل التهاني بقدوم هذا الشهر الفضيل، الذي بدأ ينسل من بين ظهرانينا ولا نملك الا ان نتحسر على ما فاتنا، وقد تبقى منه ايام معدودات، جاء رمضان وسيرحل سريعاً ضيفاً عزيزاً، بالأمس القريب استقبلنا شهر رمضان الكريم وها نحن نستعد لتوديعه، وقلوبنا مملوءة بالشوق، والحنين، وعيوننا مملوءة بالدموع، ولا ندري هل لنا معه عودة؟! إن قلوبنا لتشغف في ذكرى لياليه المباركة وتتألم لفراقه، وكيف لا تجري دموع المؤمن على فراقه، وهو لا يدري هل بقي له في عمره اي بقية للرجوع.رمضان مسابقة في سوق الرحمة والغفران والعتق من النيران.. سوق قام ثم انفض، ربح فيه الرابحون، الصائمون، القائمون، الذاكرون، السابقون بالخيرات، وخسر فيه الغافلون، والساهون اللاهون.. إخوتنا يا من تعيشون باقي أيامه الفضيلة.. هنيئاً لمن قام فيه إيماناً واحتساباً، ولمن فطَّر فيه صائماً، وأطعم جائعاً، وأعطى سائلاً، هنيئاً لمن تقبله الله في رمضان.. أحبابي ها قد مضى شهر رمضان، ولم يبق منه الا القليل، وسنعود قريبا الى حياتنا المعتادة، فكيف سيكون حالنا بعد رمضان؟ هل سنواظب على عباداتنا الرمضانية أم على بعضٍ منها؟ أم سنحيل أيامنا صحراءَ مجدبةً وأرضاً قاحلة، من العبادة والصلة الوثيقة بالله تعالى؟. حركة متسارعة طوال اليوم نبدأ صباحنا بالعمل وتخليص احتياجاتنا الوظيفية، ونبدأ بعد العصر بقضاء احتياجاتنا المنزلية، ونقضي الليل بزياراتنا الاسرية، وبين تلك الالتزامات نستغل كل وقت نقضيه امام الله في المساجد، في بيوت الذكر وقراءة القرآن الكريم، وما ان ينقضي الشهر نعود لحالة الكسل والفتور وتغلق المصاحف، وتجف العيون، وتطوى سجاجيد الصلاة، وتسكت الألسن، لنعلم ان هَجر القرآن، وترك الصيام، واستبدال الناس بذكر ربهم نجوى لا خير فيها.. جاء رمضان وسيرحل، كما أتى وأقبل.. فما أنتم فاعلون في الايام المتبقية، الرمضانيون هم اكثر الناس شغفاً لرحيل رمضان والعودة الى اوكار اللهو والغفلة عن ذكر الله، منهم من نراه في هذه الايام يثيرون الشفقة من شدة اجتهادهم ونشاطهم، سينقلبون بعد انقضاء الشهر الفضيل الى حالة التفريط والمعاصي، يظنون أنها تبدد همومهم وغمومهم يتناسى هؤلاء المساكين أن المعاصي سبب الهلاك، لأن الذنوب جراحات، فكم من معصية حرمت عبداً من كلمة لا إله إلا الله في سكرات الموت؟! تمعنوا في فضائل هذا الشهر الكريم واستفيدوا من الايام المتبقية، فما الفائدة من عبادة شهر كامل، تتبعها عودة إلى سلوك شائن، هل بعد ان ذقت حلاوة الطاعة تعود إلى مرارة العصيان .