10 سبتمبر 2025

تسجيل

هل نجحت المرأة العربية في توليها للمناصب القيادية والإدارية؟

22 مايو 2024

إن تقدم أي مجتمع عربي مرهون بتقدم أفراده وعامليه. والموارد البشرية هي أثمن وأغلى ما تمتلكه المنظمات والمؤسسات العربية. والقوى العاملة النسائية العربية قوة حيوية ومهمة لنجاح أي مؤسسة. لذلك لا يمكن تحقيق تنمية شاملة دون تمكين المرأة ذات المهارات العالية والاستثنائية تمكينًا حقيقيًا، وفتح الباب أمامها لتولي المناصب القيادية في المؤسسات العربية والاستفادة من خبراتها. ولا أحد ينكر أن المرأة في المجتمعات العربية قد قطعت شوطًا طويلًا في سوق العمل، وحصلت على العديد من المكاسب، إلا أنها لا تزال تواجه العديد من التحديات في تولي المناصب القيادية العليا في مختلف المجالات. وهذه التحديات متنوعة؛ فمنها تحديات شخصية تتعلق بالمرأة ذاتها، وتحديات اجتماعية وتنظيمية وإدارية. وتحديات تشريعية واقتصادية. والتحديات الشخصية هي تلك التي تتعلق بشخصية المرأة نفسها، وقدراتها، ومؤهلاتها العلمية، وتتمثل في مدى قدرة المرأة على التوفيق بين الأعمال المنزلية وأعمال الوظيفة، ومحاولة البعض هدم ثقتها بنفسها، وادعاء البعض الآخر بعدم قدرتها على تحمل المسؤولية، وشعورها بالنقص، وتعنتها في رأيها وقرارها. وهي عادة تلجأ إلى تحكيم العواطف بدلًا من العقل في حل المشكلات، وتقدم دائمًا العلاقات الإنسانية على العلاقات المهنية. أما التحديات الاجتماعية فهي تتعلق بثقافة المجتمع العربي، ومعتقداته ونظرته للمرأة، وتتمثل في النظرة للمرأة، حيث إن بعض المنظومات المجتمعية العربية ما زالت تنظر لمرأة وترى أن دورها الوحيد فقط هو من أجل الزوج والأولاد والبيت ويتجنب هذا الرأي ما تعانيه بعض النساء العربيات من ازدياد نسبة العنوسة والعزوف عن الزواج من قبل الشباب لقلة العوائد المالية. مع عدم الاهتمام بتثقيف المرأة وتوعيتها بأهمية دورها في المجتمع. كذلك قلة الدعم الأسري للمرأة وعدم تشجيعها للوصل للمراكز القيادية. وقلة وجود نماذج ناجحة للقيادات النسائية في مختلف المجالات، مما يُصعب على المرأة الشعور بالحماس والإلهام والسعي لتحقيق طموحاتها في مجال العمل. ومن التحديات الإدارية والتنظيمية التي تواجهها المرأة العربية نقص برامج التأهيل والإعداد القيادي والاداري، وعدم اعطائها جميع الصلاحيات لمباشرة أعمالها، وصعوبة اتصالها بالرؤساء لاعتبارات مجتمعية مركزية، وعدم اعتراف الحظوة الرجالية بقدرات النساء الإدارية، بالإضافة إلى عدم تقبل النساء في بعض الدراسات لقيادة نسائية عليهم. وصعوبة حصولها على ترقيات مقارنة بالرجل في نفس العمل. وتواجه المرأة العربية تحديات قانونية والتي تتمثل في التشريعات والقوانين التي قد تقيد تولي النساء للمناصب القيادية. كما تواجه النساء العاملات في مجال ريادة الأعمال صعوبات اقتصادية تتمثل في عرقلة وصعوبة التمويل والحصول على الاموال اللازمة لتمويل المشاريع الخاصة بهن. ولكي تحقق المرأة العربية ما تصبو إليه فعليها أن تتغلب على الصعوبات التي تتعلق بذاتها، وأن توفر لها المجتمعات والحكومات والتشريعات بيئة عمل مناسبة تستطيع من خلالها أن تتبوأ مكانتها التي تليق بها وبالتالي تساهم في تنمية المجتمع، وتحقيق التنمية المستدامة.