13 سبتمبر 2025
تسجيلأسبوع حافل بالأحداث يتطلب التقاط الأحجار السبعة من هنا وهناك. من لبنان حيث انطلقت بشائر الربيع اللبناني بإصدار منظمة الشرطة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحقّ حاكم مصرف لبنان الذي يواجه تُهما بالفساد وتبييض الأموال والاستيلاء على الأموال العامة، وذلك في خمس دول أوروبية. يواجه لبنان الرسمي هذه المذكرة بتأكيده على «سيادة القضاء اللبناني» #بس_أقول. بينما يواجه لبنان بوجهه الخارجي أزماته الدبلوماسية والسياسية بـ «العلكة» التي تعكس عدم القدرة على هضم بيانات القمم العربية المتتالية منذ أكثر من 78 عامًا، والتي توجّت هذا العام بحضور الجار الأسد في ظلّ مناشدة لبنان الرسمي طلب الدعم المادي لدعم اللاجئين الهاربين من الأسد الحاضر نفسه في القمةّ! مشهد عجيب في السياسة العربية، وأكثر تعجبًا مرور زيلينسكي، وإسكات صحفية عربية سألت السيد «أبو الغيط» عن تطلعات المواطن العربي من القمّة. بالتزامن مع هذه التناقضات، خرج اللبنانيون في تظاهرة احتجاجًا على قرار رئيس بلدية جنوبية بمنع المشروبات الكحولية وإلزام روّدا الشاطئ بلباس سباحة محتشم في أحد الشواطئ الشعبية، حتى أصبحت هذه التظاهرة وجها من وجوه الانقسام الثقافي، بين من يريد إلزام غيره بالاحتشام وبين من يعتبر اللباس على الشاطئ حرية شخصية. تظاهرة على الشاطئ والليرة اللبنانية تموج أمام الدولار وتُغنيّ «إني أغرق أغرق أغرق» ولا رجال إنقاذ في الحكم. الاحتشام كان أيضًا في لبنان سبب تطويق أحد المباني السكنية في بيروت بسيارات ورشاشات سوداء، حيث أطلق زوج سابق النار برشاشاته الحربية على الشقة التي يقطن فيها عشيق طليقته لترهيبه وذلك على بُعد أمتار قليلة من حاجز القوّات الأمنية. وفيما تلهث السلطة وراء المغردون، يُسجن لبنانيون بسجون عربية بتهمة الانتماءات الحزبية ويُقتلون تحت التعذيب دون تصريحات ومواقف واضحة من السلطات اللبنانية المعنية تؤكد هذه التهم أو تنفيها من الناحية القانونية. وعندما يطالب الشعب اللبناني العالم بمحاسبة الطغمة الحاكمة، تتعالى أصوات الفلسفة السياسية من والتي تتحدث عن انتخاب الشعب لهذه الطبقة، وكأن القانون الانتخابي، والاقتراع، والشفافية، ونزاهة الفارز والمفروز ساطعة، وكذلك الماكينات الانتخابية والإعلامية محايدة! ومن ثم يُستحضر دور الدُول المعبودة إلى الواجهة، حيث يُتهم اللبناني أنهُ عبد لهذه الدولة بأيديولوجيتها أو لتلك الدولة بعقيدتها، فيما الحقيقة أن من يمارس هذا الكمّ من الفساد والظلم والوقاحة السياسية هو من عبدة الشيطان، الذي بنفسه يستمتع بتكريس الجهل، والإرهاب الفكري، والترهيب الإعلامي، والتخوين، والتكفير، واتهام الكُتاب والمفكرين بالتمرّد على السلطة الحاكمة، والتعدّي على هيبة الدولة، أضف إلى مساندة أنظمة كثيرة لهذه الطغمة الحاكمة، على أساس أن السلطات الرسمية تتعامل مع بعضها البعض وفق المعايير الدولية والدبلوماسية، وأنّ المنهج الذي يسير عليه الدول الأعضاء في الجامعة العربية هو عدم التدخل في الشؤون الداخلية.