15 سبتمبر 2025

تسجيل

تطوير السياحة الداخلية

22 مايو 2022

استبشرنا خيرا بخبر قرب افتتاح المدينة الترفيهية في جزيرة المها بالوسيل (ونتر لاند) التي لا شك أنها ستشكل مكانا مشوقا للأطفال والكبار ولكل من يزور البلاد بما سيتوفر فيها من أماكن ترفيهية وألعاب ستغني البعض عن الارتحال للترفيه عن أطفالهم في الخارج وستكون معلما في بلدنا قطر إن شاء الله والحقيقة أن هذه المدينة الترفيهية جزء بسيط من مقومات السياحة في أي بلد واذا فعلينا أن نفكر جديا بما نحتاج إليه من سياحة داخلية تعمل على ترقية واستمتاع المواطن والمقيمين والزائر، والسياحة عندنا لابد أن نقسمها إلى قسمين سياحة تناسب الصيف وأخرى للشتاء حتى تظل بلادنا وجهة سياحية دائمة فالصيف تتجه الأنظار إلى شواطئ البحار وخاصة إن بلادنا تحيط بها مياه البحر من ثلاث جهات وتتمتع شواطئنا بالرمال البيضاء الناعمة ومياه البحر الصافية، وهذا يحتاج إلى استغلال أمثل لمثل تلك الشواطىء، وعلى الرغم أن هناك بعض الاستثمارات على الشواطىء ولكنها لا تكفي المواطن وتحصل اختناقات شديدة على المنتجعات صيفا رغم ارتفاع أسعارها وتكون قائمة الانتظار طويلة. والدولة أنشأت شواطئ للعائلات والسيدات ووفرت فيها بعض الامكانيات التي تعمل على الاستمتاع بالبحر ولكن هناك الكثير من الاحتياجات التي ترغب الناس بوجودها على تلك الشواطىء لتستكمل المتعة مثل كراسي للجلوس ومظلات ومحال صغيرة لبيع المرطبات والسندويتشات والماء وبيع الفوط واحتياجات السباحة بأسعار معقولة، اضافة إلى زيادة عدد أماكن الاستحمام بعد الخروج من البحر وتبديل الملابس التي تنقص الشواطئ للأسف ! كما أنه يمكن إنشاء شاليهات مؤقتة تؤجر طوال اليوم أو ليوم واحد تتوفر فيها الأساسيات للإقامة وأسعارها تكون بمتناول الجميع. أما الشتاء مع وجود التخييم للكثير من المواطنين والمقيمين إلا أن الحاجة ماسة إلى وجود أماكن تخييم مناسبة يمكن المبيت بها ليوم أو يومين مع توفير كل وسائل التخييم المطلوبة لمن لا يستطيع إقامة مخيم طوال فترة الموسم لان هناك الكثير من الناس يرغبون في الاستمتاع بأجواء الشتاء ولكن ليس لديهم القدرة على ذلك، لذا فإن مثل تلك المخيمات المؤقتة الصغيرة يمكن أن تغني عن ذلك. كما أنه يوجد في قطر العديد من المزارع والأماكن السياحية الخاصة التي جهزها أصحابها لتكون فرصة للزيارة ومشاهدة معروضاتها والاستمتاع فيها طوال اليوم والتي تحتاج للتعريف عنها. هناك الكثير من المقومات التي تتوفر في بلادنا ولكن تحتاج إلى عقول تفكر وتبدع وتعطي أفكار مشاريع تفيد السياحة الداخلية بالإضافة إلى منح رأس المال الخاص فرصة للمساهمة وتنفيذ مشاريع تشارك فيها الدولة أو تكون خاصة لها يستفيد منها الجميع، كما أن كل تلك الأماكن الترفيهية تحتاج إلى دليل يوفر للزائر والمقيم التعرف على الأماكن السياحية التي قد يجهلها حتى أهل قطر أنفسهم، لذا يجب وضع الخطط المناسبة لسياحة داخلية تسعد الناس وتجذب السواح إلى زيارة قطر مع ضرورة وجود مرشدين للسياحة على دراية كاملة بما هو متوفر مع القدرة على التحدث باللغات الاجنبية يتم تأهليهم وتدريبهم. وبذلك يمكن أن نجد لنا مكانا في السياحة العالمية.