31 أكتوبر 2025
تسجيللقد بين لنا ربنا تبارك وتعالى الأجور العظيمة للصيام نذكر بعضا منها في الحديث القدسي عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال الله تعالى "كل عمل بن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به والصيام جُنَّة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم، والذي نفسي محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، للصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح بفطره وإذا لقي ربه فرح بصومه" متفق عليه. فلو تأملنا هذا الحديث نرى أن الله اختص الصوم بأنه له وأنه هو من يجزي به الجزاء الذي لا يعلمه إلا الله فقال تعالى فإنه لي وأنا أجزي به، وهذا شرف وفضل عظيم امتنَّ الله به على الصائم، ثم قال والصيام جنة، أي حماية ووقاية، كما قال بعض أهل العلم حماية ووقاية من اللغو والرفث وغيره، وقال بعضهم: بل وقاية وحماية من النار كما جاء في حديث جابر – رضي الله عنه – النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: "الصيام جنة يستجن بها من النار" رواه أحمد. ثم قال "لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك"، قال بعض أهل العلم إن رائحة فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ثم قال "للصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح بفطره وإذا لقي ربه فرح بصومه". أي أنه إذا أفطر فرح بالطعام والشراب والملذات التي كانت محرمة عليه عند صومه، وإذا لقي ربه سبحانه وتعالى فرح بالأجر العظيم الذي كتبه الله سبحانه وتعالى له نظير صومه فيفرح بها فرحا عظيما. كذلك من الأجور العظيمة لهذا الشهر الفضيل أن من صامه إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، فعن أبي هريرة – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال "من صام رمضان إيمانا واحتسابا غُفر له ما تقدم من ذنبه" فالصيام كفارة للذنوب، وهذه نعمة من نعم الله علينا. والصيام يشفع للعبد يوم القيامة عند ربه تبارك وتعالى كما أخبر النبي – صلى الله عليه وسلم – حين قال في الحديث الذي يرويه الإمام أحمد "الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام أي رب منعته من الطعام والشهوة فشفعني فيه ويقول القرآن أي رب منعته النوم بالليل فشفعني فيه، قال فيشفعان". وانظروا أخيرا للثواب العظيم والخاص بالصائمين فقط، حيث جعل الله سبحانه وتعالى بابا من أبواب الجنة لا يدخل منه إلا الصائمون ، فعن سهل بن سعد – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – "إن في الجنة بابا يقال له الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل منه أحد غيرهم يقال أين الصائمون فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد". وهناك أجور كثيرة لا يتسع المجال لذكرها فنكتفي بهذا القدر منها ونحرص على الاجتهاد في الإكثار من العبادات والطاعات لنحصل على هذه الأجور العظيمة ونفوز بها في الدنيا وفي الآخرة بإذن الله سبحانه وتعالى.