14 سبتمبر 2025
تسجيلمعنى الصيام لغة هو مطلق الإمساك مثل الإمساك عن الكلام أو الطعام أو الحركة وغيرها. ومعناه شرعا: الإمساك عن المفرطات من شهوتي البطن والفرج، وقد فرض الصيام على المسلمين في السنة الثانية للهجرة في شهر شعبان، وقد صام النبي -صلى الله عليه وسلم- تسع سنوات مع الناس ونحن نصومه امتثالا لأمر الله سبحانه وتعالى حين قال "يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون" البقرة 183 وللصوم ركنان هما: النية، حيث يجب على الإنسان أن ينوي الصيام من الليل في كل ليلة، كما قال بعض أهل العلم وقال آخرون: عليه أن ينوي الصيام من أول ليلة في رمضان نية واحدة للشهر كله والركن الثاني هو الإمساك عن الطعام والشراب من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، حيث يبدأ من طلوع الفجر الثاني، وهو البياض المنتشر في الأفق من جهة المشرق، وحينها يجب على الصائم الإمساك حالا، سواء سمع الأذان أو لم يسمعه وينتهي صيامه بغروب شمس هذا اليوم. ننتقل بعد ذلك لنذكر الحكمة والفوائد التي تعود علينا من الصيام. أولا: هو عبادة وطاعة يتقرب العبد بها إلى ربه تبارك وتعالى. ثانيا: يسهل الصيام فعل الطاعات والبعد عن المنكرات والمعاصي. ثالثا: يعود الإنسان على الصبر والتحمل والإحساس بمعاناة الفقير. ننتقل بعد ذلك للتعرف على مسنونات الصيام: 1- الإفطار على رطب أو تمرا أو ماء كما هو هدي النبي -صلى الله عليه وسلم-. 2- تعجيل الفطور والمبادرة إليه عند الغروب لقوله -صلى الله عليه وسلم- "لا يزال الناس بخير ما عجّلوا الفطر" متفق عليه. 3- تأخير السحور والحرص عليه لقوله -صلى الله عليه وسلم- "تسحّروا فإن في السحور بركة" متفق عليه، وقد قال زيد بن ثابت "تسحرنا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم قام إلى الصلاة قال أنس – رضي الله عنه- لزيد بن ثابت كم كان بين الأذان والسحور، قال مقدار خمسين آية" متفق عليه. 4- تفطير الصائمين لقوله -صلى الله عليه وسلم- "من فطر صائما فله مثل أجره، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء" رواه أحمد عن زيد بن خالد الجهني. 5- الإكثار من تلاوة القرآن، فقد كان السلف يقدمون قراءة القرآن في رمضان على غيرها من العبادات. 6- قيام شهر رمضان لقوله -صلى الله عليه وسلم-" من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه" متفق عليه، وهي كثيرة. أما مفسدات الصيام، فهي الجماع وحقن الإبر المغذية وخروج دم الحيض والنفاس والتقيؤ عمدا وإخراج الدم بحجامة أو حقن الجسم بالدم والأكل والشرب والردة، وهناك خلاف عند أهل العلم في الحجامة والنزيف. وأخيرا يباح للصائم بلع اللعاب والسواك وخروج المذي واستعمال الطيب ومعجون الأسنان وقطرة العين والأذن وبخاخ الربو والكحل والحناء ودم التحليل وتذوق الطعام والحقنة الشرجية للحاجة. هذا ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام وأن يجعلنا من المرحومين والمغفور لهم ومن عتقائه من النار في هذا الشهر المبارك.