13 سبتمبر 2025

تسجيل

الوقفة الأولى: مع الأبناء منذ الولادة

19 فبراير 2014

إذا أردت أن تنجح في تربية أبنائك فانظر إليهم على أنهم مشروعات حياتك وأن عليك أن تقدمهم على نفسك وأن تتحمل كامل المسؤولية في تربيتهم، سواء كنت الأب أو الأم، فأنتما شريكان في هذه المسؤولية، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما: "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فالرجل راع في بيته ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها" ولا أجد موضوعاً في الإسلام ينبغي أن نهتم به كموضوع تربية الأبناء وهو موضوع شاق جداً ويحتاج إلى متابعة يومية للأبناء.وهنا نتحدث عن بعض الخطوات التي نبدأ بها لتعيننا على تربيتهم تربية صالحة، بداية عند الولادة نؤذن في أذن المولود كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم حين ولدت فاطمة الحسن وجيء به إلى النبي فأذن في أذنه.علينا أن نعلمهم التوحيد وذلك حتى قبل تعليمهم أي شيء ولو كان كتاب الله سبحانه وتعالى وهذا المشتهر بين الناس وهو تقديم القرآن على التوحيد :"علموا أولادكم الإيمان قبل القرآن" وعن جندب بن جنادة قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن فتيان حزاورة فتعلمنا الإيمان قبل أن نتعلم القرآن ثم تعلمنا القرآن فازددنا إيماناً، وأنتم اليوم تتعلمون القرآن قبل الإيمان" رواه بن ماجة.وعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما، قال: "لقد عشنا برهة من دهرنا وإن أحدنا ليؤتى الإيمان قبل القرآن وتنزل السورة على محمد صلى الله عليه وسلم فنتعلم حلالها وحرامها وما ينبغي أن يوقف عنده منها، ولقد رأيتهم اليوم رجالاً يؤتى أحدهم القرآن قبل الإيمان فيقرأ ما بين فاتحته إلى خاتمته وما يدري ما أمره ولا زاجره ولا ما ينبغي أن يوقف عنده وينثره نثر الدقل" رواه الحاكم والبيهقي.وقال ابن القيم رحمه الله: "فإذا كان وقت نطقهم فليلقنوهم لا إله إلا الله محمد رسول الله، وليكن أول ما يقرع مسامعه معرفة الله سبحانه وتعالى وتوحيده وأنه سبحانه وتعالى فوق عرشه ينظر إليهم ويسمع كلامهم وهو معهم أينما كانوا.هكذا يتعلمون التوحيد قبل القرآن فيصيرون على فطرة الإسلام موحدين لربهم تبارك وتعالى.وإلى لقاء آخر نتحدث فيه عن طرق ووسائل التربية.