26 أكتوبر 2025

تسجيل

رمضان مع الأحداث الراهنة 

22 مايو 2018

شهر رمضان الكريم تنتظره الأمة الإسلامية والعربية في مشارق الأرض ومغاربها، لما لهذا الشهر من الخيرات والرحمات والروحانيات ومضاعفة الأجور والعادات الاجتماعية فيما يخص التواصل والروابط الاجتماعية والنفسية التي تربط العوائل العربية والخليجية وما يتبعها من العادات الرائعة والتجمعات بين الاسر والمعارف والأصدقاء على موائد الرحمن ويخلق أجواء دينية ونفسية واجتماعية حميمية بين كافة شرائح المجتمع وتختلف طقوسها من دولة لأخرى ولكنها تحمل نفس الأجواء، وربما لعبت الظروف السياسية بالمنطقة بأكملها ولا يخفى على الجميع مدى تأثيرها النفسي والاجتماعي والاقتصادي والمجتمعي ابتداء من حصار قطر والذي مر عليه عام وتأثرت الكثير من العوائل القطرية والخليجية بحكم روابط المصاهرة والنسب والعلاقات الاجتماعية بين الشعوب الخليجية واليوم أثرت الخلافات السياسية على كثير من العلاقات الحميمية فضلا عن حرمان الشعب القطري من المقدسات الدينية وغيرها من  الآثار الوخيمة على الجميع، ونقل السفارة الامريكية الى القدس والمجازر التي حدثت وارتفاع عدد الشهداء الى ان وصل ذروته، ومن زاوية أخرى الاحداث المؤلمة بسوريا واليمن والعراق وغيرها وما صاحبها من دمار وخسائر بشرية واقتصادية وسياسية وخيمة أدت الى ارتفاع عدد الضحايا والمنكوبين والشهداء في شتى بقاع الأرض وما يعقبها من تدني الاخلاقيات بين الامراء والرؤساء والحكام العرب وأصبحت الشعوب هي الرهينة والضريبة امامهم وربما اخر ما يمكن ان يكون محط تفكيرهم واهتماماتهم مما اوصلنا الى هذا الحال اليوم حتى اصبحنا نرى في وسائل الاعلام المرئية ووسائل التواصل الاجتماعي الذبح والقتلى والشهداء وكأنك ترى طيورا مذبوحة وامر طبيعي نراه بصورة مؤسفة ومؤلمة حتى ونحن نستقبل هذا الشهر وننتظره من عام لآخر ولذا يجب على الجميع مضاعفة الجهود الفردية من التضرع لله لازاحة الغمة وتوحيد الصفوف العربية والخليجية وان تخرج من هذا الضعف الى القوة بصورة اكبر مما عليها الان، وربما من يقرأ التاريخ الإسلامي يجد ان اكثر الفتوحات والانتصارات كانت في شهر رمضان الكريم ويعقبها من زاوية أخرى ان ننطلق من الآية الكريمة (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) ورحلة التغيير تبدأ من كل شخص منا بتجديد علاقته مع الله والتضرع بالدعاء وتغيير كثير من العادات السلوكية الخاطئة في حياتنا وندعم القوى الفكرية والثقافية والعلمية من كل الزوايا وندعو الى الوحدة والترابط بين الشعوب العربية والخليجية، وأن نتقن ونتعلم لغة الايثار والتي حث عليها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بأن نحب للآخرين ما نحب لأنفسنا ونتعلم لغة التنازلات والتغافر وتعزيز كافة الكلمات والعبارات التي تؤدي الى استقرار المجتمعات العربية والخليجية وتحقق السلام الذي نأمله، ونستغل كافة الأوقات والفرص المتاحة بما يحقق آمال وطموح الشعوب ونحن قادرون على ذلك .