28 أكتوبر 2025

تسجيل

لماذا الشركات العائلية في كوريا الجنوبية؟

22 مايو 2017

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); تناقلت عناوين الصحف والإعلام الأسبوع الماضي خبر اهتمام الرئيس الجديد لكوريا الجنوبية السيد مون جاي انب بإصلاح وضع الشركات العائلية في بلاده موضحة أن هذا الموضوع يأتي على رأس أجندة الإصلاح لديه.ولكي نتعرف على سر اهتمام رئيس كوريا الجنوبية بالشركات العائلية في بلاده نود أن نذكر أن السبب الرئيسي لعزل الرئيسة التي سبقته السيدة بارك كون هيه كان قضية تمس الشركات العائلية. فقد وجهت لنائب رئيس سامسونج للاكترونيات لي جاي - يونج تهمة الاحتيال وتقديم الرشوة بقيمة 40 مليون دولار إلى رئيسة البلاد وصديقتها المقربة تشوي سون - سيل الموقوفتين حاليا. وتم توجيه الاتهام أيضا إلى أربعة مدراء تنفيذيين في سامسونج.والظريف في الموضوع أن الرئيسة المعزولة السيدة بارك كون هيه فازت في الانتخابات الرئاسية التي جرت عام 2012 تحت عنوان رئيسي هو (إصلاح وضع الشركات العائلية في كوريا الجنوبية). لذلك سارع عدد من المحللين في التشكيك بمدى قدرة الرئيس الجديد على تنفيذ وعوده وحذروه من الوقوع في شباك وألاعيب التكتلات التجارية في بلاده كما حدث لسلفه. ولكي نتفهم أسبب التركيز على وضع الشركات العائلية في كوريا الجنوبية لا بد أن نعود لبداية نهضة الاقتصاد الكوري. خرجت كوريا الجنوبية من حرب الكوريتين عام 1950 بدمار هائل وخسائر مدمرة. في عام 1961 وبعد وصول الجنرال Park Chung - hee إلى الحكم قدم عرضا إلى 18 شركة عائلية من كبريات الشركات الكورية ومنها شركة سامسونج التي تمتلك آنذاك خُمْسَ ثروة البلد لبناء شراكات معها لدعم خططه الاقتصادية. لاحقا اتسعت المجموعة الداعمة للبرنامج الاقتصادي 1962 – 1967 بانضمام شركات جديدة. لذلك، فإن تاريخ النهضة الحديث لكوريا الجنوبية والممتد لأكثر من ستة عقود هو تاريخ تحالف النظام السياسي مع التكتلات التجارية العائلية الكبرى من أجل تنفيذ برامج التنمية والتحول الاقتصادي. وبالتالي، فإن جذور هذه الشركات ضاربة في كل أفرع الاقتصاد الكوري الجنوبي. وقامت التكتلات التجارية العائلية أو ما يعرف بـ(Chaebol) في كوريا الجنوبية على الفلسفة الكونفوشوسية حيث كانت تتعامل هذه الشركات مع عمالها كأبناء فتقدم لهم الهدايا وتقف معهم في المحن وتقدم لهم المساعدات المالية والامتيازات الإدارية، وفي المقابل يقدم العمال ولاءهم لهذه الشركات كآباء لهم ويتربون على أن نجاح هذه الشركات مصدر فخر واعتزاز لهم ولعائلاتهم. وقد كان لهذه التكتلات دور كبير في رسم السياسات الاقتصادية ومساعدة الحكومات على تنفيذ خططها المتعلقة بالبناء الاقتصادي وتعتبر الحجر الأساس في النهضة الكورية.ومع مرور الوقت برز وجه آخر لهذه الشركات. فمن جهة أدى نمو أفراد العائلة من الداخل إلى تضخم هذه الشركات. ومع تعدد فروع وأنشطة هذه الشركات ظهرت شبكة معقدة من الملكيات المتبادلة التي أثارت الخلافات بين أفراد العائلة الواحدة وانعكست سلبا على أسواق المنافسة في الاقتصاد الكوري. ومن جهة أخرى تعرضت الشركات العائلية لانتقادات في السنوات القليلة الماضية لتقييد نشاط المتاجر الصغيرة والأسواق التقليدية من خلال توسيع أعمالهم في مجال الصناعات التي تجاوزت تخصصاتهم الرئيسية. وتعهد الرئيس الجديد بتشكيل "لجنة التجارة العادلة" للرقابة التي ستضم مدعين، وشرطة، والسلطات الضريبية وستهتم بالممارسات غير العادلة التي تقوم بها مجموعات الشركات ضد الأعمال التجارية الصغيرة.إذا نحن أمام نموذج فريد من الاقتصاد القائم على الشركات العائلية بصورة أساسية وهي المحرك والدافع الرئيسي لنموه. ومن هنا يتضح اهتمام الرؤساء المتعاقبين لكوريا الجنوبية على إصلاح أوضاع هذه الشركات.