29 أكتوبر 2025
تسجيلتسببت ضبابية الحلول، وضعف اتخاذ القرار، وعدم قدرة المجتمعات الدولية على الإيفاء بالتزاماتها تجاه المتضررين من الكوارث البيئية، وويلات النزوح والحروب التي تجتاح الكثير من المناطق الساخنة في الشرق الأوسط، في تفاقم مشكلات التنمية وأهمها البطالة والأمراض الفتاكة وتراجع الأداء التجاري. وقد أثرت عوامل غياب الرؤية الواضحة للمعالجة وضعف اتخاذ الإجراءات المنقذة للمحتاجين لمساعدات غذائية ومعيشية ودوائية ومائية، وأدت إلى اتساع فجوة الجوع وتأثر الأمن الغذائي والمائي وقلة المساعدات، بالإضافة إلى انتشار الأوبئة، لعل أبرزها وباء الكوليرا الذي يجتاح اليمن حاليًا.وتعد تلك الأضرار امتدادًا لقضايا ملحة تعاني منها تكتلات دولية مثل تذبذب الأسواق واضطراب أسعار الطاقة وضعف خطط الإصلاح المعيشي والاجتماعي في أوروبا علاوة على الديون والإفلاس الذي يواجه القارة الغربية.فقد بلغ عدد النازحين أكثر من 20 مليون شخص من سوريا وليبيا والعراق وإفريقيا، كما تجاوزت ديون اليورو أكثر من 11 تريليون دولار، والحاجة إلى أضعاف الديون لإنقاذ البنوك الغربية من هوة الإفلاس، وحاجة 300 مليون شخص للغذاء في العالم، وفقدان أطنان الغذاء سواء بالإتلاف أو الغلاء، وتعرض 80% من المياه في الوطن العربي للهدر والفقد بسبب الاستخدامات غير المرشدة للثروة المائية، وتركز الصراعات السياسية في الشرق الأوسط حول منابع المياه ومصادرها أضر كثيرًا بجهود التنمية.كما تراجع مستوى الأداء الاقتصادي في منطقتنا بسبب عوامل ذكرتها سابقًا، وتراجع مؤشرات الجودة والثقة والابتكار والتجديد في بيئة الأعمال، وضعف مستويات الدخول، حتى باتت القضايا صعبة الحلول وتؤرق صناع القرار.ويتطلب من الكيانات الاقتصادية اليوم إعادة النظر في إستراتيجياتها الساعية إلى تحقيق التنمية، التي تراجعت بشكل ملحوظ للعوامل التي ذكرتها، وأبرزها الصراعات، ولم يعد بالإمكان رسم خطط جديدة دون تشخيص الأوضاع الراهنة، وإيجاد حلول آنية أولُا ثم البدء بخطط قابلة للتنفيذ بعيدة عن الضبابية.ولم يعد التأثير يختص بدولة دون غيرها إنما انعكست الآثار السلبية على كل الأنشطة، خاصة الاقتصادية لكون السياسة والاقتصاد يرتبطان ببعضهما، فبرامج النهوض بالنمو تكلف المليارات في حين إصلاح تراجع أدائها يكلف أضعاف ذلك.واليوم لم يعد بالإمكان إيجاد موارد مالية للنمو بسبب العوامل المؤثرة والصعبة التي تسببت في خفض الإنفاق، وبالتالي تقليل فرص النمو وليس سوى الاعتماد على الابتكار والإبداع لإيجاد فرص أكثر تناغمًا مع الوضع الراهن.