17 سبتمبر 2025
تسجيلفي تقرير لمجلة (الأجواء المفتوحة) ، النسخة العربية، ورد تساؤل يقول: "هل تسير الصحافة الورقية المعهودة في طريق الانقراض! إنما هو السؤال الآن: متى سيكتمل حدوث ذلك؟" وتشير المجلة إلى أنه مع حلول شهر أبريل الحالي تكون قد مرت إحدى عشرة سنة على التنبؤ الذي أطلقه قطب الإعلام ورئيس (نيوز كوربوريشن) روبرت ميردوخ، حيث تنبأ عام 2005 بنهاية عهد الصحافة الورقية. ويورد التقرير تنبؤا آخر لـ (فيليب ماير) مؤلف كتاب (تلاشي الصحيفة، إنقاذ الصحافة في عصر المعلومات) يقول: "إنه لو كُتب له العيش، فسوف يشهد قيام آخر قراء الصحف بإعادة تدوير النسخة الأخيرة من الصحيفة الورقية بحلول عام 2040". ويأتي التقرير بمعلومات مهمة حول قراءة الصحف، ومنها دراسة معهد (بيو) التي تذكر أن "معظم قراء الصحف ما زالوا يميلون إلى الصحف المطبوعة، أما الوضع على الإنترنت، فتأتي معظم الحركة التي تشهدها مواقع الصحف الكبيرة والتطبيقات المرتبطة بها من الهواتف الذكية والأجهزة المحمولة أكثر منها من مستخدمي الأجهزة المكتبية مع بقاء الزوار مدة 3 دقائق فقط على الموقع في كل زيارة".وبطبيعة الحال، فإن سهولة الوصول إلى مواقع الصحف وتوافرها في أي مكان في العالم، وقابلية البحث عن الصحف في أي زمان، والتحديث الذي يطرأ على المواقع مع اللحظة، والمقدرة على التفاعل مع الصحيفة، إضافة إلى الإفلات من الرقابة التي تفرض على الصحف الورقية، كل ذلك يجعل الإقبال على الصحف الإلكترونية في تزايد. ويُربط الموضوع برمته بالمناخ السياسي السائد، ودرجة تحضّر المجتمعات، ففي حين يُلاحظ أن الصحف الإلكترونية التي تستخدم اللغة الإنجليزية قد سجّلت ارتفاعًا في عدد قرائها، فإن مناطق مثل الصين واليابان والهند قد سجلت ارتفاعًا كبيرًا في مبيعات الصحف الورقية. ولقد تم تسجيل صدور (ذا نيو داي) كأول صحيفة ورقية جديدة في بريطانيا خلال 30 عامًا، في شهر فبراير من هذا العام! ؟ ولقد استغرب محللون صدور الصحيفة الورقية في هذا الوقت الذي يشهد تراجعًا في قراءة الصحف الورقية، وإغلاق بعضها مثل (الإندبندنت) و (الإندبندنت أون صاندي) البريطانيتين، حيث بقيتا على الإنترنت فقط.سوف يبقى الحديث لوقت ليس بالقصير حول بقاء الصحف الورقية أو أفولها. ولقد تنبأ أحد المتداخلين قبل عشر سنوات في منتدى الإعلام العربي بدبي، أن الصحافة الورقية في العالم العربي سوف تتلاشى بعد سبع سنوات من ذاك التاريخ الذي تحدث فيه! ؟ وهاهي العشر سنوات قد مرّت وما زالت الصحافة الورقية تتسيد الموقف! ؟كما أن الكتاب الورقي بحد ذاته لم تؤثر فيه الطفرة التكنولوجية، وما زال حتى الآن في أمريكا وأوروبا والشرق الأقصى متسيدًا، وما زالت دور النشر تطبع ملايين النسخ من الكتب سنويًا، رغم التصاق الناس بالهاتف وغيره من إلكترونيات التواصل في تلك الأصقاع.لا أعتقد بوجود (حرب) في المفاهيم والأفكار حول هذه القضية! ولكن الحوار قد يُثري تلك المفاهيم والأفكار! بل إن الدراسات الميدانية قد تعزز وجهتي النظر غير المتوائمتين.إن كثيرين ممن تجاوزوا الخمسين يجدون متعة كبيرة في قراءة الصحيفة الورقية أو احتضان الكتاب! رغم وجود فئة ضئيلة تحولت إلى الإنترنت لذات الغرض، وقد لا تتجاوز هذه الفئة نسبة 20% من القراء، في ذات الوقت، فإنهم في عمر الشباب من 25 - 35، وإن التصقوا بأدوات التواصل فإنهم ليس بالضرورة يقرَؤون الكتب أو الصحف عبر الإنترنت، لأنهم مشغولون بمواضيع أخرى بعيدة عن هذا المجال، وإن كنا نعرف فئة ضئيلة تقرأ ذلك عبر الإنترنت.