10 سبتمبر 2025

تسجيل

الرهان على العلاقة بين أمريكا والكيان الصهيوني

22 أبريل 2024

بين الحين والآخر ترى في وسائل الإعلام أو في مقالات أو مقابلات المحللين رهاناً على تراجع العلاقات الأمريكية الصهيونية، وعلى موقف أمريكي يمكن أن يأمل منه طرف أن يتخذ ضد الكيان الصهيوني، سواء في صراعنا التاريخي على احتلالهم لفلسطين، أو القضايا الأخرى التي يكون الصهاينة طرفا فيها. ولو عدنا لتاريخ العلاقة وأهم المواقف والحوادث في تاريخهما مع العرب لوجدنا حقيقة هذه العلاقة وتأثيرها علينا. واحدة من أبرز هذه الحوادث كانت حرب أكتوبر عام 1973، حيث شنت مصر وسوريا هجومًا مفاجئًا على الكيان الصهيوني في أكتوبر 1973، مما أدى إلى دخول الولايات المتحدة على خط الصراع بدعم الصهاينة. هذه الحرب لها أبعاد كبيرة على العلاقة بين الولايات المتحدة والصهاينة، حيث أظهرت الدعم الأمريكي القوي للصهاينة وتعزيز العلاقات العسكرية والسياسية بين البلدين. عام 1993، وقعت اتفاقية أوسلو برعاية أمريكية بين الكيان الصهيوني ومنظمة التحرير الفلسطينية، مما أدى إلى إقامة السلطة الفلسطينية وبداية عملية السلام بين الجانبين. تمثل هذه الاتفاقية نقطة تحول كبيرة في العلاقات بينهما، حيث قامت الولايات المتحدة بدعم عملية السلام وتعزيزها بمساعدات مالية ودبلوماسية. عام 2018، قامت الولايات المتحدة بنقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس، قرار أثار جدلاً كبيرًا وتأثيرات سياسية واقتصادية واجتماعية. هذه الخطوة أكدت الالتزام الأمريكي بدعم إسرائيل واعترافها بالقدس كعاصمة للكيان الصهيوني، ولكنها أيضًا زادت من التوترات مع الفلسطينيين وبعض الدول العربية. إن تلك الحوادث وغيرها شكلت محطات مهمة في العلاقة الأمريكية الصهيونية، حيث تجسد فيها الدعم الأمريكي المستمر للصهاينة، والتأكيد على العلاقات العسكرية والاقتصادية والسياسية بين البلدين، إلى جانب التحديات والتوترات التي نتجت عن بعض القرارات والأحداث. ومن هنا يجب أن ننتقل إلى معرفة قوة اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة تمثل جزءًا هامًا من الديناميات السياسية والمجتمعية في البلاد، وهي تعكس تأثيرًا قويًا لدعم إسرائيل وتشكيل السياسات المتعلقة بها. يُعتبر اللوبي الصهيوني، الذي يتألف من مجموعة من المنظمات والشخصيات والمؤسسات، أحد أقوى اللوبيات في الولايات المتحدة، وله تأثير كبير على قرارات الحكومة الأمريكية فيما يتعلق بالشؤون الإسرائيلية. تتمثل قوة هذا اللوبي في قدرته على تنظيم الدعم المالي والسياسي، وتوجيهه نحو السياسيين والحملات الانتخابية التي تؤيد مصالح الكيان الصهيوني. وتتعاون المنظمات الصهيونية مع الكونغرس والجهات التنفيذية في الحكومة الأمريكية لدعم تشريعات وقرارات تخدم مصالح الكيان الصهيوني، وهذا يمتد من الدعم المالي للحملات السياسية إلى اللوبيات في واشنطن التي تضغط لتشكيل السياسات الخارجية الأمريكية المتعلقة بالشرق الأوسط. علاوة على ذلك، يستخدم اللوبي الصهيوني الإعلام والثقافة لنشر وجهات نظره وتشكيل الرأي العام الأمريكي حول قضايا تخدم مصالح الكيان الصهيوني. يشمل ذلك تنظيم الفعاليات الثقافية والتثقيفية، ودعم البرامج التلفزيونية والأفلام التي تعكس صورة إيجابية عن إسرائيل. بالإضافة إلى ذلك، يُعتبر اللوبي الصهيوني له علاقات وثيقة مع الصناعات والشركات الأمريكية، مما يزيد من قوته في تشكيل السياسات وتوجيه الاهتمام نحو دعم إسرائيل. مع ذلك، يثير دور اللوبي الصهيوني أيضًا بعض الجدل، حيث يتهم البعض بأنه يمارس ضغوطًا غير متناسبة على السياسة الأمريكية، ويحد من حرية التعبير حول قضايا تخدم مصالح الكيان. وبناء عليه فمن غير المفهوم ولا المعقول أن يعلق أحداً على قرار أمريكي (مثل العقوبات الأمريكية على كتيبة «نيتسح يهودا») بأنه توتر أو مشكلة أو حدث سيؤثر في الموقف الأمريكي، الحقيقة أن هذه جزء من الضغوط الانتخابية التي يمارسها بايدن اليوم لتحجيم أو ضبط دعم اللوبي الصهيوني لترامب، وكل ما ترونه من مواقف هي التي تسجل على الأرض، كفيتو الاعتراف بالعضوية الكاملة لفلسطين. الاعتماد على توتر علاقة أمريكا والكيان الصهيوني، كالاعتماد بالضبط على أن العرب سيتحدون يوماً ضد الصهاينة.