30 أكتوبر 2025
تسجيل• من البشر من يظنون أنهم خبراء في الأمور والأحداث والأشياء، من يظنون أنهم ملكوا كل الأشياء، ومن يظن أن لا كلمة تعلو فوق كلمته وقراره، ولا صوت مسموعا إلا أصواتهم، ولا قرار صائبا إلا قرارهم، يعتقدون أن خططهم تمضي كيفما أرادوا لها أن تكون ورغم ذلك، يظن ويعتقد ويجزم من البشر من هو الخبير بكل شيء من أعمال وتصرفات وحركات ونفسيات وأفكار!. ويجهلون أنه لا يقع في هذا الكون إلا ما هو مكتوب ومقدر، وأن هناك الخبير العليم سبحانه الذي يراهم ويسمعهم ويعلم ما يخططون له أينما كانوا!. • سبحانه وتعالى الخبير الذي لا يجري في الملك والملكوت من شيء ولا تتحرك ذرة، ولا تطمئن نفس ولا تضطرب إلا ويكون علمها عند ربي. سبحانه وتعالى الخبير الذي لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء ولا تتحرك حركة ولا تسكن ساكنة في السموات والأرض إلا ويعلم مستقرها ومستودعها. سبحان الله، سبحانه وتعالى الخبير الذي يعلم عدد النجوم والأفلاك وعدد ذرات الرمال وعدد كل المخلوقات، ويعلم ما يدور في نفوس بني آدم من أفكار وظنون وقرارات وآراء وما يقلق يومهم ونومهم من هموم ومنغصات. • هناك من البشر ممن تحلو لهم أشكال المعاصي وفنونها واقترافها في خلوات، وفي اماكن مغلقة ومخفية بأسوار وحراس وأجهزة مراقبة وغيرها، أنه لن يصل إليهم أحد ولن يكشف امرهم بشر!. ويجهلون ويغفلون بغفلتهم وغبائهم أنه سبحانه وتعالى العليم الخبير، الخبير البصير سبحانه يراهم ويعلم ما يدبرون ويعملون ويقومون به!. • ومن يظن أن بأفعاله وتصرفاته وأقواله وظنونه وما يسعى إليه من نوايا خبيثة، لا يعلمها بشر ولا يطلع عليها إنس، ويجهل ذلك المخلوق الصغير الضعيف، أنه سبحانه عليم وخبير، وهو العليم الخبير، يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور. • الخبير البصير سبحانه، المطلع على تصرفات العباد ونواياهم، البصير بما يجري خلف الأبواب وخلف الأسوار ووراء المحيطات. وهو الخبير الحكيم الخبير الذي بعلمه وبحكمته وتدبيره، يعلم ما فيه الخير والسداد والصلاح لعباده متى سدت الأبواب، وصمت الآذان وأغلقت أبواب النصيحة. • وهو اللطيف الخبير، الذي يلطف بعباده ويرحمهم متى عصفت بهم الأكدار، وهو اللطيف برحمته وكرمه وإحسانه يلطف بالقلوب المنكسرة ويجبر كسرها ويقويها، فهو سبحان اللطيف الخبير على من كانت الهموم والأحزان تعصف به من حيث يدري ولا يدري، وسبحانه من يلجأ إليه من عباده في صلاة ودعاء ينير دروبهم وبصائرهم لطريق الحق، ويسكن نفوسهم مما علق بها من هموم، ويسخر لهم عباده وتدبيرهم من حيث لا يتوقع. • آخر جرة قلم: عندما نعيش مع أسماء الله الحسنى ومعانيها وقربها من الروح، تجدها تهدأ وتسكن وتشعر بعظمة العظيم سبحانه القريب الذي يرى ويسمع ويعلم ويبصر وخبير بما في النفوس، فهو القريب المجيب الذي يحنو على عباده ويسمعهم ويراهم متى هجر الأصحاب ونسي من نسي وغادر المكان والفكر والسؤال!. كن مع الله ولا تبالِ مهما كثرت الذنوب، وطال زمن الغفلة، سبحانه يحب عبده متى ذكره وتاب وأقبل العبد على الله سبحانه، فلنكن على يقين أنه سبحانه يذكر عباده ولنا في آياته الراحة والسلوى والطمأنينة "وما من غائبة في السماء والأرض إلا في كتاب مبين" اللهم اجعل كل غائبة ومجهول عنا خيرا وبشرى تطمئن له أرواحنا وقلوبنا، لأننا مع اللطيف الخبير. [email protected] @salwaalmulla