18 سبتمبر 2025

تسجيل

كورونا.. الآخر هو الجحيم

22 أبريل 2020

الأزمة هي لحظة الحقيقة، لحظة الصدمة هي ذاتها لحظة اليقظة. مطلوب منك أن تتصرف بكامل العقل وأنت في داخلك منتهى الصدمة. نعيش إشكالية مع كورونا هي حرب بلا أسلحة هي تحدٍ لكن لابس طاقية الإخفاء، سلاحنا الوحيد هو التكاتف بعيداً عن كل مذهب أو أيديولوجية، من الصعب التحكم فيما يحدث، لا نعرف متى ستنتهي لكنها ستنتهي. علينا الآن أن نعيش عالماً افتراضياً حتى تنتهي، بدلاً من الذهاب إلى المدارس، يحضر الطلبة فصولاً افتراضية، بدلاً من ممارسة الرياضة في الحياة الواقعية يمارس الجميع الرياضة اعتماداً على تعليمات العالم الافتراضي. ستعود الحياة بعده ولكن بشكل مضطرب، تغييرات في السلوك الاجتماعي، سنصبح أمام إنسان أقل حميمية عن قرب ولكن أكثر عاطفية في النظر إلى المصير المشترك. ربما سنجد أنفسنا أمام وضع جديد وهو ليس بالإمكان التشافي من أمراضنا، فبالتالي يصبح التعايش معها هو الحل والسبيل لاستئناف حياة وسط نطاق المرض والتعود على ذلك، أصبحت المسافة الاجتماعية هي خط الدفاع الأول لمواجهة الوضع القائم. تغيرت النظرة للآخر لم يعد هو النصف المكمل لوجودك، بقدر ما هو الآن الجحيم الذي يعكر هذا الوجود. انتصار "سارتر" هنا واضح على "ليفيناس"الفيلسوف الليتواني الذي كان يقول بأهمية استيعاب الآخر، لأنه يمثل حقيقة استكمال وجودي وهو عكس ما يدعو إليه سارتر. الآن فقط يجب أن نستفيد من منابع الدين والفلسفة الروحية في حياتنا وتكثيف العمل الجماعي والإيمان والعمل والتخفيف من معاناة الآخرين ؛ بعيداً عن كل شىء سوى الإيمان بمكانة الإنسان وبالمصير المشترك لكل البشرية. [email protected]